البشرية فى مواجهة ظاهرة الاسلاموفوبيا

البشرية فى مواجهة ظاهرة الاسلاموفوبيا

بقلم: معالى السيد مصطفى نياس- رئيس الجمعية الوطنية فى السنغال


لقد تنامت أفعال ومواقف عدم التسامح الدينى عبر العالم، و تجسد ذلك فى هجمات، واعتداءات متعمدة ضد الممتلكات الخاصة، واماكن العبادة، والرموز الدينية لمختلف المذاهب والطوائف.

وفى هذا الصدد، كانت المجموعة الاسلامية هي الأكثر استهدافا خاصة من يعيش منها فى الغرب، حيث اخذت ظاهرة الاسلاموفوبيا بعدا مقلقا، بعد تكثيف حملة تشويه مغرضة أقل ما يمكن ان يقال عنها انها غير منصفة بالخلط بين الاسلام والإرهاب..

وجاءت المجزرة المرعبة للمؤمنين الأبرياء المسلمين، وقت الصلاة، فى مسجد كريستوشيرس فى نيوزيلندا، لتنبهنا على الحجم المتزايد لعمليات الاسلاموفوبيا، وعلى المشاعر المتنامية للحقد وعدم التسامح فى صفوف الحركات العنصرية، والمعادية للمسلمين، التى لاتلبث، للأسف، ان تتزايد يوتيرة مقلقة، سواء فى اوربا او آمريكا او فى آسيا او فى المحيط الهادى..

إن معاداة الأجانب، والشعبوية السياسية لمجموعات اليمين المتطرف هي ظواهر جديدة تهدد بشكل خطير التعايش السلمى والوئام بين الشعوب بل و بين الأمم كذلك.

ومنذ احداث ال11 سبتمبر 2001م بالولايات المتحدة، المدانة عبر العالم، فإن الاسلاموفوبيا قد تفاقمت لدى اصحاب النوايا السيئة، ولدى مثقفى وقادة الحركات الشعبوية، الذين بادروا الى وصم الاسلام بالارهاب.

وقد نجحت هذه المجموعات، فى بعض الأوساط، فى تشويه سمعة المجتمعات الاسلامية المؤمنة بهذا الدين الحنيف الذى هو دين السلام والتسامح وهو الدين الذى أرسى حضارة، عبر القرون، جلبت الخير للبشرية جمعاء.

إن ازمة الهجرة، والبطالة المتزايدة فى الغرب، وعلى خلفية الفقر المتنامى، هي كلها ذرائع يتم تقديمها لتبرير مشاعر العداء للأجانب الذين هم ضحايا لإنتمائهم للاسلام.

وامام هذه الظواهر التى تهدد السلام، والوئام والتفاهم والأمن الدولي، فإنه من الضروري بل و من الملح، تعبئة المجتمع الدولي من اجل اتخاذ اجراءات ووضع آليات لمكافحة الاسلاموفوبيا وعدم التسامح الدينى بشكل عام.

ولقد صادقت الامم المتحدة، والمجلس الاوربى، ومنظمة التعاون الاسلامي، ومنظمات دولية اخرى، على العديد من القرارات فى هذا المنحى .. ونهنئهم على ذلك.

ولكنه يتعين علينا، من باب المقاربة التربوية، ان نعزز التعبئة من اجل ان تدرك كل مجموعة انها لايمكنها ان تعيش آمنة ومستقرة على حساب حرية وحقوق الآخرين.

إن احترام قيم وعادات الآخر، تشكل القاعدة الأساسية لمجتمع عالمي يطبعه التنوع الثقافى والديني والترابط الاقتصادي والاجتماعى.

إن الجمعية الوطنية فى السنغال لتحيى و تشجع التزام اتحاد مجالس الدول الأعضاء فى منظمة التعاون الإسلامى بمجابهة الاسلاموفوبيا وهو ما يخدم الإنسانية ويدعم السلام.

وان على جميع برلمانات الدول الأعضاء ان يساهموا بكل تآزر وتضامن، فى هذه الحملة، باسم القيم العظيمة لديننا الاسلامي الحنيف، الداعية الى التسامح والمحبة.

كلمات دليلية :

آخر الأخبار