مقابلات مع رؤساء مؤتمرات الإتحاد (ايران)

مقابلات مع رؤساء مؤتمرات الإتحاد (ايران)

فيمايلي ردود الشيخ على اكبر ناطق نوري، مستشار المرشد الأعلى و الرئيس السابق للبرلمان الايراني:


• الاتحاد يسد الفجوة فى العالم الإسلامى
• الدبلوماسية البرلمانية أداة مفيدة للحوار
• تشويه صورة الإسلام يمثل تحدياً كبيراً


لتقييم الأنشطة التى قام بها الاتحاد خلال العشر سنوات الماضية يتعين أن نلاحظ، بادئ ذى بدء، أن الاتحاد ـ هذه المنظمة الفتية ـ يمتلك مقومات مهمة لتناول المسائل المتعلقة بالأمة الإسلامية.
وقد بذل الاتحاد فى غضون العقد المنصرم جهوداً جبارة لترسيخ مكانته. ومن أجل هذه الغاية أصدر الاتحاد العديد من البيانات والقرارات بشأن القضايا الإسلامية، وخصوصاً فيما يخص الشعب الفلسطينى، المضطهد الذى يعانى من الاحتلال بواسطة الكيان الصهيونى. ونحن نقدر للاتحاد هذه الجهود. ولكى يحقق الاتحاد أهدافه يمكن لمجالسه الأعضاء أن تبذل مزيدا من الجهد وتدعم الاتحاد وتتعاون معه بغية تعزيز وضعه على الساحة الدولية.
وبالتأكيد فأن الاتحاد قادر على سد الفراغ القائم فى العالم الإسلامى من خلال العمل الدؤوب وخصوصاً في مجال العلاقات التفاعلية.
وكما ورد فى نظامه الأساسي فأن الاتحاد يقوم على المبادئ والتعاليم الإسلامية النبيلة التى تدعو المسلمين لضم الصفوف وتقوية وحدتهم وإستلهام التعاليم العظيمة الواردة فى القرآن الكريم التى تحض المؤمنين على التعاون وتبادل الآراء والفهم المتبادل ونبذ الجريمة والعنف.
وإذا ما أخذنا في الأعتبار دور البرلمانات فى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية المرتبطة بحياة الناس، وكذلك التحديات الضخمة التى تواجه العالم الإسلامى، فأن للاتحاد مسؤولية كبيرة تقع على عاتقه فى هذا الصدد.
إن دور الاتحاد ومكانته فى إطار البرلمانات الإسلامية يقتضيان متابعة التطورات والقضايا المرتبطة بالأمة الإسلامية.
إن دراسة عمل الاتحاد وتقييمه ستدفعان بالاتحاد لأداء واجباته على أفضل وجه بما يؤهله لأن يكون القاعدة المناسبة للتعاون المثمر بين المجالس الإسلامية.
وفى هذا الصدد فأن اصدار نشرة "المجالس" يعتبر خطوة إيجابية تعمل على التقريب بين البرلمانات و تمكنها من الوعى بأفكار بعضها البعض وأيضا الوعى بالحلول الممكنة للتعامل مع التحديات التى تواجه الأمة ومشكلاتها الداخلية .
إن أحد الأسباب وراء قيام الاتحاد هو قضية الشعب الفلسطينى المضطهد حيث يمكن للاتحاد أن يلعب دوراً مهما فى هذا المجال. ويجب علينا أن ندرك، بداية، أن للشعب الفلسطينى دوراً محورياًً فى إستعادة حقوقه. وعليهم أن يضموا صفوفهم وأن يحرصوا على الوحدة الوطنية بين جميع الفصائل الوطنية لتحقيق هذه الغاية.
لكننا لانستطيع تجاهل الدور البارز الذى تضطلع به المؤسسات الدولية ، مثل الأمم المتحدة والاتحاد البرلمانى الدولى ومنظمة المؤتمر الإسلامي واتحاد مجالس الدول الأعضاء فى منظمة المؤتمر الإسلامى. يجب على الاتحاد أن يتغلب على التحديات التى تواجة الأمة من خلال التنسيق والتعاون الوثيق مع المؤسسات السياسية الدولية الأخرى.
وفى هذا السياق نلاحظ بأرتياح التحركات المفيدة التى يقوم بها الاتحاد مثل عقد الاجتماع الاستثنائي للجنة التنفيذية مفتوحة العضوية الذى احتضنته مدينة أسطنبول التركية فى شهر يناير 2009 والذى شارك فيه أكثر من واحد وثلاثين وفداً، منها 14 وفداً على مستوى رؤساء البرلمانات (ومن بينها إيران) و9 على مستوى نواب الرؤساء إلى جانب عدد من المراقبين.
كما نرى أن الاتحاد يعكف على إصدارتقرير دورى تعكس أنشطة الأعضاء وأمانته العامة ومن شأن ذلك أن يسهم فى تحقيق أهداف العالم الإسلامى وفى مقدمتها غايات الشعب الفلسطينى المضطهد فى العودة إلى أرضه ونيل إستقلاله وتحرير السجناء القابعين فى سجون الكيان الصهيونى.
ومن الوسائل الأخرى التى يمكن أن تسهم فى تحقيق أهداف الشعوب الإسلامية الدبلوماسية البرلمانية بأعتبارها أفيد السبل للحوار وتبادل الآراء بين البلدان والشعوب. إن التعاون والتفاعل بين البرلمانات الإسلامية سيساعدان فى تقوية العلاقات وتطويرها فيما بينها، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال إنشاء مجموعات الصداقة البرلمانية. ويمكن لهذه المجموعات أن تدفع بأهداف الشعوب الإسلامية إلى الأمام وذلك بعقد اجتماعات مخصصة لتبادل الآراء والخبرات.
ومن التحديات التى تواجة الأمة هى تشويه صورة الإسلام بواسطة الغرب وربطه بالأرهاب. إن مساهمة الاتحاد فى المؤتمرات والاجتماعات الدولية والتعبير عن الآراء المشتركة للبرلمانات الإسلامية ستلعب دوراً مهما فى تقوية وضع الإسلام في العالم المعاصر.
أن عقد اجتماعات تشاورية للمجالس الإسلامية على هامش جمعيات الاتحاد البرلمانى الدولى من أجل توحيد السياسات البرلمانية للبلدان الإسلامية يعتبر خطوة إيجابية على هذا الطريق. ويجب على الاتحاد أن يستعين بمفكرين ومثقفين مسلمين لايجاد حلول عملية لتعزيز التعاون البرلمانى. كما يمكن للاتحاد أن يقوم بدور مهم فى تقوية التعاون بين أعضائه والأجهزة الدولية الأخرى. ويتبادل الاتحاد صفة المراقب مع أحد عشرة منظمة دولية ويشارك بفاعلية فى اجتماعاتها مما يؤهله للعب دور مؤثر على الساحة الدولية.
ومن المسائل التى يجب أن تحظى بالدرس هى إيجاد الوسائل لتنشيط العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدان الأعضاء. وبدون شك فأن بوسع الاتحاد أن يقوم بدور مهم فى تقنين السياسات الاقتصادية والقوانين الاجتماعية وتأثيرها على بلورة مناهج للشعوب الإسلامية.
يجب أن تطالب برلمانات البلدان الإسلامية حكوماتها لتقوية العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية فيما بينها. ولا يمكن فعل ذلك بدون إختيار الشركاء الاقتصاديين من بين الأعضاء، وتكليف الخبراء في البلدان الإسلامية بتنفيذ المشروعات الاقتصادية والاجتماعية الكبيرة.
وكما ورد آنفا، فأن البرلمانات، باعتبارها حجر الزاوية فى المؤسسات الديمقراطية، يمكن أن تستخدم الدبلوماسية البرلمانية كوسيلة تواصل من أجل الحوار وتبادل الآراء بين الدول والشعوب. وتستطيع الدبلوماسية البرلمانية سواء كانت ثنائية من خلال مجموعات الصداقة، أو متعددة الجوانب من خلال المؤسسات البرلمانية الدولية، أن تعالج تحدى القضايا العابرة للحدود وأن تدرس المسائل الدولية.
وفي ظل العولمة فقد أصبحت الديمقراطية مطلباً للبلدان. وأصبحت الدبلوماسية البرلمانية وسيلة بارزة لتبادل الآراء وتوحيد الرأى العام في العالم.
إن الحرب فى العراق ونزاع الشرق الأوسط والقتال فى أفغانستان تجذب إنتباه شعوب . ويدل ذلك على أن المجتمعات البشرية لم تعد مغلقة أو محدودة، وأن النزاعات فى أي ركن من أركان الدنيا ، مهما كانت أسبابها، تؤثر على أجزاء أخرى من العالم. ونتيجة لذلك فأن ممثلى الشعوب (البرلمانيون) يستطيعون من خلال توثيق عرى علاقاتهم القيام بدور مهم على الساحة العالمية. ولذا يتعين أن تضع الدبلوماسية البرلمانية بنوداً فى جدول أعمالها تتمثل فى تحقيق السلام والأمن العالمى ونشر الديمقراطية. وبعون الله فقد أستطاع الاتحاد أن يحتل وضعاً أكبر من ذى قبل وهناك مزيد من الفرص لتعزيز هذه المكانة. ومن الواضح فأن زيادة طاقة الاتحاد وتوسيع نطاق أنشطته فى شتى المجالات يتطلب مزيدا من المساعدة من المكونات الأخرى للاتحاد. وندعو الله سبحانه وتعالى أن يهيئ لهذا الجهاز القيم المزيد من الأزدهار.

آخر الأخبار