الدورة التاسعة للمؤتمر الاتحاد
"البرلمانات الإسلامية والتضامن والتقدم والعدالة"
طهران - جمهورية إيران الإسلامية
14 ربيع ثاني 1435h
14 فبراير 2014
ضمن فعاليات المؤتمر التاسع لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي المنعقد في طهران، وبعد انعاقد الاجتماع الثالث للجنة الدائمة لشؤون فلسطين في 14 فبراير 2014م والذي طالب بعقد اجتماع للجنة على مستوى رؤساء مجالس الدول الأعضاء في اللجنة، انعقد في الساعة 1115 من يوم 19 فبراير 2014 اجتماع رؤساء المجالس برئاسة الدكتور علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني .
وبعد تلاوة آيات من الذكر الحكيم، تحدث الدكتور لاريجاني عن تطور العلاقات الإيرانية – العربية، خاصةً مع فلسطين في فترة مابعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني (قدس)، حيث تغير الموقف الإيراني من القاضايا العربية وعلى رأسها قضية فلسطين، بشكل جذري. وأشار رئيس البرلمان الإيراني إلى محاولات قوى دولية لجعل قضية فلسطين، قضية منسية، لكن الشعوب الإسلامية كانت وسوف تبقى كفيلة بإفشال هذه المحاولات. وأشار أيضاً إلى أن الكيان الصهيوني قد تلقى ضربات موجعة من المقاومة الإسلامية طيلة الأعوام العشرة الأخيرة وعلينا أن نستغل الفرصة ونؤكد دعمنا ووقوفنا إلى جانب أبناء فلسطين.
بعد ذلك تحدث الاستاذ سليم الزعنون رئيس المجلس الوطني الفلسطيني محذراً من أن ينال المسجد الأقصى نفس المصير الذي ناله الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل .
ثم تحدث رئيس المجلس الوطني الفلسطيني عن استمرار إراقة الدماء في سوريا، مؤكداً على ضرورة إيجاد حل سلمي للأزمة السورية، وأكد على أن مصلحة الشعب الفلسطيني، تكمن في وحدة الامتين العربية والإسلامية، والفلسطينيون يرون في هذه الوحدة، تحرير القدس.
بعد ذلك تحدث السفير صلاح الزواوي سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فنوه بالعلاقات الإيرانية – العربية المبنية على أساس دعامتين، هما "الإسلام" و "فلسطين" وقال إنه لمدعاة عز وكرامة أن تضع إيران أصبعها في عيني إسرائيل . وأشار إلى مقولة الإمام الخميني (قدس) بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران، حين قال "اليوم إيران وغداً فلسطين" ، كما أشار إلى حلول سفارة فلسطين في طهران مكان السفارة الإسرائيلية في عهد الشاه، وقدوم آلاف الشباب الإيرانيين إلى سفارة فلسطين للتطوع للذهاب إلى فلسطين ومقاومة العدو الصهيوني.
ثم تحدث الاستاذ أسامة النجيفي، رئيس البرلمان العراقي، فقال: فلسطين في قلب كل عربي ومسلم ولا يمكن أن ننسى فلسطين، مهما حاول الأعداء وأضاف علينا دعم الفلسطينيين سياسياً ومادياً وباستطاعتنا تقديم الكثير، قد لا نستطيع تجييش الجيوش، ولكننا نستطيع مساعدة غزة، عن طريق إصلاح العلاقات مع جمهورية مصر العربية. وأضاف يجب ألا تحسب قضية فلسطين على فصيل مصري واحد، فالشعب المصري قاتل وضحى من أجل فلسطين.
اقترح الأستاذ/ أسامة النجيفي إصدار توصية بشأن إصلاح العلاقة مع مصر، كما طالب بتحقيق المصالحة مع الفلسطينيين بمشاركة منظمة التعاون الإسلامي واقترح تشكيل وفداً من رؤساء البرلمانات لمواصلة الجهود من أجل تحقيق المصالحات المشار إليها أعلاه.
بعد اقتراح رئيس البرلمان العراقي بشأن تشكيل وفد من رؤساء البرلمانات، تمنى الدكتور لاريجاني على الأستاذ النجيفي تقبل مسؤولية متابعة مقترحه مشكوراً.
أما المتحدث التالي، فكان رئيس البرلمان الأردني الذي أشار إلى أن أول لجنة تم تشكيلها في البرلمان الأردني هي "لجنة فلسطين"، ثم أثنى على اقتراح رئيس البرلمان العراقي بشأن تشكيل وفد لحل الخلافات وتحقيق المصالحة. واقترح تشكيل وفد لزيارة غزة وفلسطين. وأعرب عن استعداد الأردن لاستضافة الاجتماع القادم للجنة فلسطين. ( و قد تم فيما بعد الاتفاق بين معالي رئيس البرلمان الأردني و سعادة رئيس وفد المملكة المغربية على أن يستضيف البرلمان المغربي اجتماع لجنة فلسطين القادم و أعلن عن ذلك في الجلسة الختامية للمؤتمر).
بعد ذلك تحدث رئيس البرلمان الجزائري فقال: نحن مع فلسطين – ظالمةً كانت أو مظلومة – وغالباً ماكانت مظلومة .
ثم تحدث رئيس المجلس الاتحادي للإمارات العربية المتحدة، فشدد على أهمية المحافظة على الذاكرة التاريخية لفلسطين، مشيراً إلى قول أحد قال له يوماً "أنتم أسوأ مدافعين لأعدل قضية" وأضاف، لاتنقصنا العاطفة ولكن لانعرف كيف نحول العواطف والتعاطف إلى أعمال ميدانية.
بعد ذلك تحدث رئيس الجمعية الوطنية التركية الكبرى، متمنياً انتهاء الوضع السائد في مجريات القضية الفلسطينية وشدد على أن تركيا تستخدم طاقاتها لمساندة الشعب الفلسطيني ، وأشار إلى أن البلدان الإسلامية تسعى لإنهاء هذا الوضع، وأكد موقف تركيا الداعي إلى العودة إلى حدود عام 1967م وأن تكون القدس عاصمة لفلسطين،
وطالب المسؤول التركي الفلسطينيين بحل خلافاتهم وتحقيق المصالحة الوطنية، واقترح في هذا المجال تشكيل لجنة خماسية لمعالجة الخلافات الفلسطينية، مشترطاً مزيداً من التحرك من جانب الفلسطينيين أنفسهم قبل اتخاذ أي خطوة في هذا الاتجاه، وأشار إلى ضرورة تقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين من قبل جميع البلدان الإسلامية، منوهاً بتقديم مبلغ 200 مليون دولار من تركيا حتى الآن.
المتحدث التالي كان رئيس الوفد السنغالي، الذي رحب بالمقترحات المعروضة على الاجتماع، وأضاف لو شعرت إسرائيل بأن القضية بينها وبين الأمة الإسلامية لأعادت النظر في حساباتها، وتمنى على الأخوة الفلسطينيين أن يتصالحوا وشكر الجمهورية الإسلامية الإيرانية على الجهود التي تبذلها نيابة عن الأمة الإسلامية في مجالات كسب العلم والمعرفة والتقنيات الحديثة.
بعد ذلك تحدث رئيس وفد مملكة البحرين، قائلاً : لابد من تكثيف الجهود على تحقيق المصالحة الفلسطينية، وأضاف أن هناك أخوة فلسطينيون يقبعون في السجون وعلينا البدأ بهذه النقطة.
ثم تحدث رئيس الوفد المغربي فقال، نأخذ في الاعتبار كل ماجاء في هذه الجلسة من مقترحات، نحن نفتقر إلى وجود خطة عمل تمكن من تفعيل النوايا الحسنة، وأضاف نقترح عليكم أن ندخل منعطفاً جديداً ، ونقترح تشكيل لجنة مصالحة، كما نقترح القيام بالإجراءات التالية في الفترة القادمة :
1. تحديد محور الدعم المالي للفلسطينيين في غزة وفي كل فلسطين ، كيف نعالج الإشكالية المالية، حتى لو اقتطعنا من أجورنا.
2. تنظيم حملة دبلوماسية، نجري فيها اتصالات لكي نؤكد للعدو نشاطنا.
3. الدعم الإعلامي حتى نعرف كيف نواجه العدو ونحن الآن نخاطب أنفسنا في إعلامنا.
واقترح أن تكون المحاور الثلاثة المدرجة أعلاه، على جدول أعمال الاجتماع القادم للجنة الدائمة لشؤون فلسطين .
بعد ذلك تحدث النائب ناصر سوداني من مجلس الشورى الإسلامي، ورئيس الاجتماع الثالث للجنة الدائمة لشؤون فلسطين المنعقد يوم 14 فبراير 2014. فطالب باعتماد القرارات المتخذة من قبل الاجتماع الثالث .
ثم تحدث سعادة مندوب جمهورية تشاد و تطرق إلى القضية الفلسطينية و ضرورة دعم هذا الشعب المظلوم في مواجهة اعتداءات الصهيونية.
أما المتحدث الأخير، فكان الدكتور قطبي المهدي رئيس وفد المجلس الوطني بجمهورية السودان الذي قال إن القدس تهضم من قبل إسرائيل وتساءل ، هل أدرج هذا الموضوع على جداول أعمال مجالسنا، وهل نحن كبرلمانيين نسأل وزرائنا، ماذا يتم العمل به بالنسبة لقضية فلسطين هل لدينا استراتيجية متكاملة، أم مواقف متفرقة، تأتي من كل بلد لحاله.
واقترح البرلمان السوداني أن يكون لدى العالم الإسلامي اوقاف لصالح فلسطين وطالب بإنشاء وقف ثابت للأقصى في كل دولة من دول العالم الإسلامي.
وفي ختام الاجتماع، أشار الرئيس لاريجاني إلى أن الاجتماع كشف عن الاهتمام الذي توليه المجالس الأعضاء في الاتحاد لقضية فلسطين، كما كشف عن الشعور بالمسؤولية من قبل الجميع تجاه هذه القضية المحورية، الأمر الذي يفرض علينا اتخاذ التدابير اللازمة ، كما يجب أن نقوم به في هذا المجال.
وأضاف رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني أن الرسالة الصادرة عن هذا الاجتماع، تفيد بأن فلسطين صامدة والأمة الإسلامية تقف إلى جانبها لتعزيز هذا الصمود .