رئيس مجلس الشوري الاسلامي يتحدث لـ “المجالس”:

رئيس مجلس الشوري الاسلامي يتحدث لـ “المجالس”:

- خطوات عملية لاجهاض المؤامرة الأمريكية الصهيونية
- دعم فلسطين مسؤولية إسلامية
- نطالب بلجنة أممية لتقصي الحقائق في مأساة الروهينغيا
- تضامن المسلمين يخلق تيارا عالميا كبيرا
- واشنطن تسعي لأشعال نيران حرب شيعية سنية
- أفريقيا ستنهض قريبا

المجالس العدد الثاني العشرون شتاء 2018

تحدث معالي رئيس مجلس الشوري الاسلامي الايراني، الدكتور علي لاريجاني، مشكورا، إلي «المجالس» حيث تناول أهم القضايا علي الساحة الاسلامية والدولية- فلسطين والقرار الأمريكي من القدس، الوحدة الاسلامية، الروهينغيا؛ خلق تيار أسلامي عالمي؛ مواجهة الفتن والمؤامرات؛ مكانة أفريقيا في الساحة الدولية.

فالى مضابط الحديث:
تطورات الساحة الفلسطينية
«المجالس»: علمنا بأن مجلس الشورى الإسلامي وبالتنسيق مع الأمانة العامة لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي قد وضعا «القدس» شعارا لهذا المؤتمر. ونود أن نسأل هنا أولا عن آخر تطورات الساحة الفلسطينية والقرار الاخير الذي اتخده ترامب حول الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل سفارتهم إلي المدينة المقدسة.
د. لاريجاني: إن المؤامرة الجديدة للأميركيين هي إضعاف وإستنزاف طاقة الدول الإسلامية. وهم يعتقدون أنهم تمكنوا من التأثير علي قوة المسلمين إلى حد ما، لذا قاموا بإثارة موضوع القدس. وإذا تمكنوا من اتخاذ خطوة أخرى ونجحوا في نقل عاصمة الكيان الصهيوني، عندها سيختلق هذا الكيان مغامرات جديدة في المنطقة. وإذا لم نتخذ اليوم خطوات عملية بخصوص هذه المؤامرات، سنندم في السنوات القادمة. واعتقد أن برلمانات الدول الإسلامية تستطيع أن تحث حكوماتها علي دعم الشعب الفلسطيني.
يجب على جميع الدول الإسلامية أن تكون يقظة حول جعل القدس عاصمة للكيان الصهيوني. فهذه ليست مسألة صغيرة، وقد اجتمعت لجنة فلسطين وكذلك الترويكا الرئاسية للاتحاد في طهران، والمشارکون في الأجتماع الطارئ للترويكا ولجنة فلسطين، من خلال تقديم تحليلات واقعية، جعلوا هذه المسألة اکثر وضوحا. وسوف ندرس الموضوع بشكل أدق في مؤتمر رؤساء البرلمانات. ويستطيع المؤتمر أن يقدم حلولا عملية في هذا الصدد للحکومات الإسلامية.
إن مقاطعة الکيان الصهيوني هي أقل ما يمكن أن تقوم به الدول الإسلامية في الظروف الحالية. وأعتقد أنه يجب على برلمانات الدول الإسلامية أن تعترف بالقدس عاصمة أبدية لفلسطين. يجب علينا جميعا أن ندافع عن الشعب الفلسطيني بكل اخلاص، فهذا الشعب لم يدافع عن أرضه فقط بل وباعتباره الخط الأمامي للدفاع، يدافع عن جميع الدول الإسلامية. فنحن جميعا نحتاج إلى دعم كفاح هذا الشعب. فليس لنا فضل على هذا الشعب ولايجب أن ننتظر أن يقدموا لنا شيئا في المقابل. في الواقع فان تقديم الدعم هو مسؤولية إسلامية. والساحة الفلسطينية تحتاج اليوم إلى تضامن داخلي.
إننا نطلب من جميع الاطراف الفلسطينية، وإدراكا للظروف الحالية، أن يضعوا خلافاتهم جانبا، وأن يقفوا بتضامنهم ووحدتهم، أمام المؤامرات الدولية ضد القضية الفلسطينية. فأن هذا هو واجب وطني. کما يجب على جميع الدول الإسلامية أن تتخلى عن خلافاتها وأن تجتمع حول محور فلسطين والقدس. ونحن في ايران نتطلع إلى علاقات أخوية مع جميع الدول الإسلامية ونعتبرها جميعا اخوتنا.

مأساة الروهينغيا
«المجالس»: أن الظلم القاسي الذي يواجهه مسلمو روهينغيا الأبرياء يعتبر من أهم قضايا العالم الإسلامي. برأيكم ماذا تتوقعون أن يحدث في اجتماع طهران حول هذا الموضوع؟
د. لاريجاني: إن الأحداث الفظيعة والمذابح وعمليات القمع والتشريد القسري لعشرات الآلاف من مسلمي الروهينغيا تثير الألم في نفوس جميع الشرفاء. كما أن مشاهدة الصور الرهيبة للمذابح اليومية والمنظمة للنساء والرجال والأطفال والمسنين، تدل على وقوع كارثة إنسانية جديدة وكبيرة في عصرناهذا.
وافجع من هذا، هو صمت من يدعون الدفاع عن حقوق الإنسان، وبعض الحكومات والمنظات الدولية الذين يشاهدون من دون مبالاة هذه الوقائع المخيفة وانتهاكات حقوق الإنسان والإبادة الجماعية للمسلمين في ميانمار.
يجب أن أؤكد هنا على مسؤولية حكومة ميانمار وأيضا على ضرورة دعم الأقلية المسلمة في هذا البلد. نحن نطالب بكل تأكيد، تدخل لجنة تقصي الحقائق الأممية للتحقيق في الأوضاع وإرسال المساعدات الإنسانية وكذلك للمعالجة الفورية للوضع الراهن.
واستنادا إلى ميثاق الأمم المتحدة والقرارات الدولية نؤكد على ضرورة تجنب أنماط السلوك المبنية على المعايير المزدوجة حول موضوع حقوق الإنسان، نؤكد على مسؤولية جميع الحكومات والبرلمانات والمؤسسات والمنظمات الدولية، عن إقامة السلام والأمن في المنطقة، وعن دعم الشعب الروهينغي المسلم. ومن البديهي أن يتم التشاور حول هذا الموضوع بين رؤساء المجالس في اجتماع طهران.

ضرورة الوحدة الاسلامية
«المجالس»: تمثل الخلافات داخل الأمة الاسلامية التحدي الأساسي الذي يواجهه العالم الإسلامي. كما أن الوحدة الإسلامية أيضا هي مسألة في غاية الأهمية. أين في رأيكم تمكن، جذور هذه الخلافات وماهي الاجراءات التي يمكن اتخاذها لمعالجة هذه الخلافات؟
د. لاريجاني: تفكيرنا هو أن جميع المسلمين متساوون، ويجب أن يكون لديهم حياة جيدة وكريمة. وإذا أجريت مقارنة بين الوقت الحاضر والعقود الثلاثة الماضية، فإن التقدم الذي أحرزه المسلمون اليوم في مختلف المجالات لايمكن مقارنته بالماضي.
ويمكن للبلدان الإسلامية أن تضم قدراتها وطاقاتها إلى بعضها البعض، مما يؤدي إلى خلق تيار كبير في العالم.
لايتجاوز عدد سكان الاتحاد الأوروبي الـ 500 مليون نسمة، ولكنهم أدركوا أن باتحادهم يستطيعون أن يستعمروا الدول الإسلامية.
بيما يبلغ تعداد سكان الدول الإسلامية مليار ونصف مليار نسمة تربطهم أواصر قلبية ويعتبرون بعضهم بعضا أشقاء في الدين، وأن اقتربوا من بعضهم سيخلقون قوة كبيرة في العالم.
إلى جانب التقدم الذي أحرزه المسلمون في العقود الثلاثة الماضية، كان أعدائهم أيضا يفكرون في كيفية وقف تقدمهم هذا. ولتحقيق ذلك يسعي العدو إلى اختلاق الفتن من خلال تصعيد الخلافات المذهبية فيما بينهم.
عندما احتلت الولايات المتحدة الأمريكية العراق ومن أجل مواصلة سيطرتها لمدة طويلة، كانت تنوي أن تشعل نار حرب بين الشيعة والسنة. وهناك أيضا جماعات متطرفة تسللت داخل صفوف المسلمين.. هذه الجماعات تعتبر جميع الفرق الإسلامية باستثناء انفسها كفارا. لقد عاش السني والشيعي بسلام على مر السنين في العراق، ولكن الأمريكيين كانوا يسعون لخلق الفرقة بينهم. وهذا هو الحال أيضا في باقي دول المنطقة.
أن أجهزة المخابرات في الدول الأجنبية تقف وراء مثيري الخلافات بين الشيعة والسنة، وفي الوقت نفسه، يجب أن لانعاملهم بسلوكيات متطرفة، بل يجب أن نتصرف من منطلق الوحدة الإسلامية الأصيلة التي تتطلع إلى المستقبل.
وهناك مع الأسف أياد تسعى إلى إبقاء وباء انعدام الأمن، وهم يعرفون أن إطالة أمد الخلاف بين الشيعة والسنة يتيح للولايات المتحدة والكيان الصهيوني أن يصلا إلى أهدافهما المناهضة للمسلمين. لذا يجب علينا أن نكون يقظين بشأن كيفية التعامل مع هذا المرض.
لاتختلف الطوائف الإسلامية، سواء كانت شيعة أو سنة، مع بعضها البعض في الأصول حيث أن هناك تشابها في الأصول، ولكن الأمريكيين يريدون ألاَ يتحد الشيعة والسنة أبدا، لانه لو أصبح الشيعة والسنة يدا بيد فلن يستطيع الأمريكيون الوصول إلى أهدافهم. واعتقد أن البرلمانات الإسلامية لها مهمة تاريخية يجب عليها أن تقوم بها في هذه الصدد.

الدبلوماسية البرلمانية
«المجالس»: ماهي برأيكم الاجراءات التي يمكن اتخاذها من أجل تنشيط دور اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في مجال الدبلوماسية البرلمانية؟
د. لاريجاني: يعتبر هذا الاتحاد اكبر اتحاد برلماني، بعد الاتحاد البرلماني الدولي، وعدد أعضائه إلى هذا اليوم هو 54 برلماناً، كما أن امتداد نطاقه الجغرافي أيضا ملفت للنظر. والكثير من الدول الأفريقية والآسيوية الهامة هم أعضاء في هذا الاتحاد. وهم يملكون موارد اقتصادية متنوعة، وإذا ما اتخذوا تعريفا دقيقا للعلاقات الاقتصادية المتكاملة بين بعضهم البعض، فسوف يشكلون محاور اقتصادية هامة في العالم. ومن ناحية الجغرافيا السياسية، تعتبر هذه المنطقة من أهم المناطق الاستراتيجية في العالم وتوجد فيها أهم الممرات المائية بحيث أن الاقتصاد العالمي بحاجة ماسه اليها. كما أنه لايخفى على احد أهمية الدول الإسلامية في الجغرافيا السياسية. ويوجد فيها اكثر المناطق الغنية بالنفط.

أفريقيا في العالم الاسلامي
د. لاريجاني: ويجب هنا ان اشير الى مكانة افريقيا في العالم الاسلامي، فافريقيا هي القارة الوحيدة في العالم التي يعتبر الأسلام هو دينها الأول. وعندما نتكلم عن القارة السوداء فاول ما يخطر ببالنا هو بلال الحبشي. وقد وضعت افريقيا هويتها الجديدة على اساس الاسلام.
وحتى الحركات الأفريقية غير الإسلامية تشكلت حول محور العدالة ومحاربة الظلم والاستعمار.وقد أولت جميع هذه الحركات اهتماما خاصا بالإسلام. ونظرا لامتلاكها موارد اقتصادية ثمينة فان، أفريقيا ستنهض قريبا.
انني اطلب من جميع الدول الإسلامية أن يولوا أهتماما خاصا بموضوع الاستثمار في افريقيا ومن المفيد لو نتامل فيما تقوم به الصين في افريقيا. واساسا ليست هناك وحدة اسلامية بدون افريقيا.
لذلك اقول ان الاتحاد يجب أولا أن يولى اهمية خاصة الى جميع مجموعاته الجغرافية وثانيا ان يقوم بالبحوث العلمية اللازمة لتفعيل العلاقات الاقتصادية المتكاملة بين اعضائه. وثالثا ان يغتنم فرصة حضوره في المحافل البرلمانية في الدفاع من مصالح الأمة الأسلامية عن المواقف المشتركة بين المسلمين. واخيرا ان يعمل بجدية اكبر لمتابعة قرارات مؤتمراته.

آخر الأخبار