كَما أن الاتحاد البرلماني العربي، وإذْ يدعو، دول وحكومات العالم قاطبة إلى إعمال لغة الحوار والعقل، واحترام أنظمة وقوانين الدول ذات السيادة، وعدم اللجوء إلى استخدام ملف حقوق الإنسان كذريعة وحجة للتدخل في الشؤون الداخلية والأنظمة التشريعية لبعض الدول، لا سيما بعض الدول العربية، فإنّه يؤكّد، على أن مسيرة الأمم التنموية والنهضوية والتحررية لا يمكن أن تستمر إلا عبر بناء مجتمعات ديمقراطية عادلة يتمتع فيها جميع الأفراد بحقوقهم وواجباتهم بما يتوافق مع مقاصد ومبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، مشدداً، في الوقت ذاته على الدور المحوري والمثمر للبرلمانات والاتحادات البرلمانية الإقليمية والدولية في تجسيد ونشر ثقافة المحبة والتسامح، والسلام وتضامن الإنسان مع أخيه الإنسان، لا سيما في أوقات المحن والأزمات، وانتشار الحروب والكوارث.
وفي ضوء احتفال العالم بأسره بهذه الذكرى العظيمة والحاجة الإنسانية الملحة لتطبيق مبادئ ومقاصد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، فإنّ الاتحاد البرلماني العربي، يُعربُ، عن تأييده ودعمه لأية مبادرة إنسانية على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، هدفها تسخير الإمكانات والإنجازات في مختلف دول العالم، وعبر جميع الوسائل، بما في ذلك التقليدية والتكنولوجية، من أجل بناء قوة إيجابية للتغيير، وتوفير كل ما يلزم لتعزيز وضمان حقوق الإنسان ومجابهة التحديات التي تحول دون ذلك. وما يجري في فلسطين المحتلة عموماً وقطاع غزة خصوصاً، يثبت للقاصي والداني، أن مفهوم القوة هو السائد وهذا من شأنه أن يؤدي الى زعزعة قناعة الإنسان لأن هناك معيار واحد لاحترام حقوق الإنسان، ويناشد المجتمع الدولي إلى الوقوف بحزم وقوة إلى جانب التطبيق الحرفي لمبادئ احترام حقوق الإنسان في أي بقعة من بقع الأرض، وبغير ذلك فإن البشرية ستصل إلى قناعة بأن هذا المبدأ عبارة عن شعار يرفع ولا يطبق.
بيروت 09 كانون الأول/ ديسمبر 2023 محسن المندلاوي
رئيس الاتحاد البرلماني العربي رئيس مجلس النواب بالإنابة
جمهورية العراق