إعلان طهران الدورة الثالثة عشرة لمؤتمر اتحاد الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي

طهران، الجمهورية الإسلامية الإيرانية
28-29 ربيع الثاني 1439
16-17 يناير 2018

نحن رؤساء مجالس ورؤساء وأعضاء وفود مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي المشاركين في أعمال الدورة الثالثة عشرة لمؤتمر الاتحاد المنعقدة بمدينة طهران- الجمهورية الاسلامية الايرانية يوم 29 ربيع الثاني 1439هـ، الموافق 17 يناير 2018 م، بدعوة كريمة من رئيس مجلس الشورى الإيراني، وبعد مناقشة التطورات والتحديات التي تواجه العالم الإسلامي والمدرجة على جدول أعمال الدورة؛

إذ نؤكد التزامنا بتفعيل وتحقيق أهداف ومبادئ الاتحاد التي تعد، وفقا لقناعتنا، جزءا لا يتجزأ من عملية تحقيق السلم والديمقراطية والاستقرار في العالم الإسلامي، ومقدمةً لانخراط الأمة الإسلامية على النحو المناسب في بناء عالم ينعم بالتطور والأمن والاستقرار ويكفل الرفاهية ويضمن السعادة للإنسانية جمعاء؛

وإذ نشيد بالدور الفعال والعظيم والمؤثر الذي يضطلع به الاتحاد في معالجة قضايا المجتمع الدولي الهامة والحيوية؛ كون الاتحاد يجمع بين المجالس الإسلامية ويسعى إلى إجراء المشاورات ومعالجة الشؤون المشتركة للمسلمين خاصة والإنسانية بصورة عامة، على أساس القيم النبيلة المتمثلة في العدل والديمقراطية والإحسان للجميع، ذلك أن المجالس التشريعية والاستشارية في بلداننا تمثل الهوية الشعبية والصوت المستقل والصادق للشعوب الإسلامية في سياق السعي نحو الاستقلال العدالة والمساواة؛

وإذ نؤكد مجددا أن العدل والسلم والأمن من جهة، والتنمية المستدامة من جهة أخرى هما ركيزتان متعاضدتان ينبغي أن يحتل تحقيقهما على نحو متزامن ومتوازن ومنصف موقع الصدارة في برامجنا الوطنية وفي برامج عمل المنظمات الإقليمية والدولية؛

وإذ نقر بأهمية إدارة العلاقات بين الدول على أساس احترام مبدأ السيادة الوطنية والمصالح المشتركة؛ وإذ نؤكد رفضنا البات لأي تدخل أجنبي والتزام البلدان كافة بإحقاق العدالة الاجتماعية وتحسين مستوى التفاهم المتبادل وصياغة خطط متوازنة لتحقيق النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية وحماية البيئة.

وإذ نشدد على أن تنوع تقاليد الشعوب وثقافاتها ومعتقداتها هو عنصر قيِّم لضمان سيادة القيم النبيلة للحرية والعدل والمساواة والتسامح؛

وإذ نقدر أهمية تعزيز ثقافة السلم والحوار والتنوع الثقافي والعدل والمساواة ومشاركة النساء والشباب في النشاطات المحلية والدولية، وضمان احترام مبادئ حقوق الإنسان وتحقيقها؛

وإذ نعرب عن تهانينا الصادقة لمجلس الشورى الإسلامي في إيران وللشعب الإيراني على نجاح عقد الدورة الثالثة عشرة لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، وبخاصة لمعالي الدكتور علي لاريجاني، رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني، لرئاسته أعمال المؤتمر؛

نعلن ما يلي:

1.    ندين الإرهاب معتقدا وفكرا وممارسة؛ ونحث حكوماتنا على تطوير تعاونها بغية استئصال جميع أشكال الإرهاب وتجلياته من جذورها بالاستفادة من الخبرات والتجارب المكتسبة في هذا الصدد.

2.    نرحب بالمنجزات العظيمة التي تحققت مؤخرا في هزيمة تنظيم داعش في كل من العراق وسوريا؛ ونعرب عن تقديرنا لكافة الدول الإسلامية وخاصة الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي اضطلعت بدور قيم وفعال في هذا الصدد بالتنسيق والتعاون مع الحكومتين العراقية والسورية.

3.    ندعو إلى تعميق الحوار بين الأديان والمذاهب، ومكافحة التعصب والتطرف، ونشر الفهم الصحيح للإسلام، ورفض التكفير والنزوع إلى العنف.

4.    نستنكر ونشجب التعليقات العنصرية التي يطلقها الرئيس الأمريكي من حين لآخر، مستهدفا الشعوب ذات البشرة الملونة، وكذلك ربط الدين الإسلامي بالإرهاب العالمي؛ ونلاحظ بقلق بالغ أن مثل هذه الحالة النفسية سوف تشعل نيران الخلاف وسوء الفهم بين الشعوب والأديان والحضارات.

5.    ندين بشدة القرار الأحادي الجانب لرئيس الإدارة الأمريكية الذي يعترف بالقدس عاصمة مزعومة للنظام الصهيوني (إسرائيل)، ونرى فيه تهديدا للسلم والأمن الدوليين، وعدوانا سافرا على حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، وإجراءً لاغيا وباطلا استفز مشاعر المسلمين والمسيحيين وأحرار العالم كافة.

6.    ندعم الشعب الفلسطيني في نضاله المستمر؛ ونعتبر أن المقاومة بجميع أشكالها هي حق مشروع حتى ينال الشعب الفلسطيني حقوقه، وفي مقدمتها الحق في العودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

7.    ندعو الاتحاد البرلماني الدولي إلى إنهاء عضوية كنيست الكيان الإسرائيلي في الاتحاد، عقابا لهذا الكيان على انتهاكاته للقوانين الدولية.

8.    نطالب الأعضاء الذين تربطهم علاقات سياسية واقتصادية بالكيان الصهيوني تجميد هذه العلاقات، حتى تتراجع الإدارة الأمريكية عن قرارها الخاطئ بشأن نقل سفارتها إلى القدس.

9.    نرفض جميع القوانين والإجراءات الأمريكية الانفرادية التي تتجاوز حدود ولايتها القانونية والتشريعية والأحكام القضائية ضد الدول الأخرى، ولاسيما الدول الأعضاء في الاتحاد، والتي تتعارض مع قواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وتنتهك سيادة الدول واستقلالها.

10.    نعرب عن قلقنا البالغ إزاء تدهور الوضع الإنساني في اليمن؛ ونؤكد على ضرورة تركيز الاهتمام على الحل السياسي، وتسهيل تسريع إرسال المساعدات الإنسانية إلى مناطق اليمن كافة.

11.    ندين بشدة جميع الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في ولاية راخين في ميانمار، ومن ضمنها الخسائر في الأرواح، ولاسيما ممارسة التطهير العرقي المشينة؛ وندعو حكومة ميانمار إلى وقف هذه الانتهاكات فورا وضمان الاحترام التام لحقوق الإنسان والحريات الأساسية لجميع الاشخاص، دونما تمييز على أساس العرق أو الدين.

12.    نحث دول المجالس الأعضاء في الاتحاد على بناء نظام اقتصادي جديد يقوم على التضامن الإسلامي؛ وندعم إقامة منبر لتحسين العلاقات الاقتصادية والتجارية والمالية والمصرفية، دونما تمييز بين الشعوب، ولاسيما بين شعوب أعضاء الاتحاد، لتحقيق التنمية وتعميق التعاون الإقليمي ودون الإقليمي، مع إيجاد الظروف المنصفة لتحقيق النمو الاقتصادي المنشود، وزيادة الإنتاجية المحلية، ورفع حجم الصادرات بين الدول، وبالتالي المساعدة على إيجاد فرص العمل المنتجة في الاقتصادات الوطنية، وتسريع وتيرة النمو الاقتصادي من أجل القضاء على الفقر وبلوغ الأهداف الأخرى المسطرة في وثيقة الأهداف الإنمائية للألفية.

13.    نشدد على ضرورة التصدي لجميع أنواع الحملات الإعلامية التي تستهدف الإسلام والمسلمين؛ ونعرب عن قلقنا العميق إزاء مظاهر التعصب والتمييز والعنف ضد الإسلام والمسلمين في شتى بقاع العالم، وإزاء الوصم والقولبة النمطية السلبية للإسلام والمسلمين بربطهم بالعنف والإرهاب في وسائل الإعلام الدولية.

طهران، 17 يناير، 2018

آخر الأخبار