الرئيس أردوغان: القدس هي القضية المشتركة للعالم الإسلامي بأسره

الرئيس أردوغان: القدس هي القضية المشتركة للعالم الإسلامي بأسره

قال رئيس الجمهورية السيد رجب طيب أردوغان، في كلمة له خلال مشاركته في المؤتمر الـ 16 لاتحاد برلمانات الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، إن "القدس ليست قضية مجموعة من المسلمين الشجعان فقط إنما هي قضية مشتركة للعالم الإسلامي بأسره. كما أن الدفاع عن القدس هو دفاع عن الإنسانية وحمايتها، ويعد بمثابة حماية للحقوق والقانون والسلام والعدالة والحضارة".

شارك الرئيس أردوغان، في المؤتمر الـ 16 لاتحاد برلمانات الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، الذي عقد في قصر "دولمة بهجة" بمدينة إسطنبول، والقى كلمة بهذه المناسبة أعرب فيها عن ترحيبه بعقد المؤتمر تحت عنوان "المشاركة الضمير والإسلام: فلسطين، الهجرة، وأفغانستان"، وتوجه بجزيل الشكر إلى كافة القائمين على المؤتمر.

وأوضح أن المسلمين ينظرون إلى الحياة الدنيوية على أنها مسألة اختبار، مضيفا "قال الله تعالى في كتابة الكريم 'وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ".

كما أكد الرئيس أردوغان أن البشرية تكافح وباء كبير أودى بحياة أكثر من 5 ملايين شخص على مدار العامين الماضيين، لافتا إلى أن العديد من المواطنين، بمن فيهم النواب السابقون والحاليون، فقدوا حياتهم خلال هذه المرحلة العصيبة.

"الدفاع عن القدس هو حماية للحقوق والقانون والسلام والعدالة والحضارة"

أوضح الرئيس أردوغان، أن القدس مدينة مباركة وأمانة من الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لأمته، لافتا إلى أن القضية الفلسطينية هي إحدى اللبنات التي جمعت المسلمين، وساهمت في تأسيس منظمة التعاون الإسلامي، وأضاف بالقول: إن "القدس ليست قضية مجموعة من المسلمين الشجعان فقط إنما هي قضية مشتركة للعالم الإسلامي بأسره. كما أن الدفاع عن القدس هو دفاع عن الإنسانية وحمايتها، ويعد بمثابة حماية للحقوق والقانون والسلام والعدالة والحضارة. إن القضية الفلسطينية، التي هي أيضًا هدف وجود المنظمة، لا تزال على رأس جدول أعمالنا".

وأشار إلى أن السياسات المناهضة للقانون الدولي والممارسات الأحادية تتزايد يومًا بعد يوم في الضفة الغربية والقدس، موضحا أن الفلسطينيين يُعدمون بوحشية في وسط الشارع ويعامل أطفالهم الأبرياء على أنهم إرهابيون دمويون.

كما لفت إلى تصاعد وتيرة المضايقات ضد أماكن العبادة واستمرار الحصار الجائر وغير القانوني على مدينة غزة، وأردف قائلًا: "لكن الحمد لله تعالى لم تحقق هذه السياسات التي تهدف إلى ثني فلسطين عن قضيتها المشروعة بشد الخناق عليها أهدافها المنشودة حتى الآن، وذلك بفضل المقاومة المجيدة لإخواننا الفلسطينيين. علاوة على ذلك، لم تكن هذه السياسات مجدية بالنسبة للإسرائيليين أو لشعوب المنطقة باستثناء حفنة من المتعصبين. بل على العكس تمامًا لقد فشلت جهود التطبيع في المنطقة على الدوام بسبب هذه السياسات وتصاعدت معاداة السامية. أعتقد أن الجميع على علم بهذه الحقائق".

كما شدد الرئيس أردوغان، على أن الإصرار على مواصلة سياسات الاحتلال والعنف والفصل العنصري غير مجدية، مضيفا، إن "جعل الفلسطينيين يدفعون ثمن الإبادة الجماعية بحق اليهود في أوروبا إبان الحرب العالمية الثانية ظلم وانعدام ضمير".

وتابع إن "الوقوف بوجه الظلم والاضطهاد بغض النظر عند الجهة الفعالة ومد يد العون للمظلومين والمضطهدين بغض النظر عن هويتهم ضرورة يحتمها علينا ديننا وانسانيتنا. بصفتنا أحفاد لأجداد حكموا القدس بعدل طيلة 400 عام لا نريد أن نرى دما ودموعا وظلما في فلسطين. كأمة فتحت أبوابها لليهود الفارين من إسبانيا قبل خمسة قرون، فإن هدفنا الأكبر هو إحلال السلام والاستقرار الدائمين في فلسطين. والسبيل لذلك كما أقول في كل فرصة هو تأسيس دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة على حدود عام 1967 عاصمتها القدس. انطلاقًا من هذا النهج تواصل تركيا بحزم موقفها الثابت حيال وضع القدس الشرقية وقدسية المسجد الأقصى".

" لا يسعنا أن ندير ظهرنا للشعب الأفغاني أو تجاهل المأساة التي يشهدها هذا البلد"

أفاد الرئيس أردوغان، أن إحلال السلام والاستقرار الدائمين في أفغانستان أمنية مشتركة، وأضاف " لا يسعنا أن ندير ظهرنا للشعب الأفغاني أو تجاهل المأساة التي يشهدها هذا البلد. إن استمرار المساعدات الإنسانية للأشقاء الأفغان يمثل أولوية بالنسبة لنا، خاصة في ظروف الشتاء القاسية الحالية. من جانبنا نقدم الدعم والمساعدة لأفغانستان التي تربطنا بها علاقات عميقة ومتجذرة ولإخواننا وأخواتنا الأفغان".

ولفت إلى وجود بعض النواقص بالعملية السياسية وخاصة الشمولية، وأن تركيا نقلت إلى أفغانستان بشكل واضح توصياتها وآرائها وانتقاداتها في هذا السياق.

وذكر أن تركيا تواصل جهودها من أجل عدم انجرار أفغانستان مرة أخرى إلى الفوضى والاضطرابات والصراع، وقال إن "كل ما نقوم به هو من أجل السلام والاستقرار والرفاهية في أفغانستان وجميع البلدان الشقيقة في المنطقة. يتعين على العالم الإسلامي أن يشكل تضامنًا أكثر فاعلية بشأن هذه القضية، لا سيما في إيصال المساعدات الإنسانية".

وأوضح أن التطورات التي تشهدها أفغانستان ساهمت في زيادة مخاطر الهجرة، مؤكدًا أن تركيا التي تستضيف نحو 5 ملايين أجنبي بينهم 3.6 ملايين سوري غير قادرة على تحمل عبء موجة هجرة جديدة.

ولفت إلى الدول الأعضاء الأخرى في المنظمة تعاني من صعوبات مماثلة أيضًا، وأضاف بالقول " في الواقع أن الدول المجاورة لمناطق الأزمات هي من تتحمل العبء الرئيسي في قضية الهجرة واللاجئين وليست الدول الغربية التي يعلو صوتها في هذا الصدد. فوفقًا لأرقام الأمم المتحدة، تستضيف البلدان ذات الدخل المرتفع ما متوسطة 2.7 لاجئًا ​​لكل 1000 شخص، بينما تستضيف البلدان ذات الدخل المتوسط ​​والمنخفض ما نسبته 5.8 لاجئًا، فيما تستضيف أفقر البلدان ثلث اللاجئين في العالم".

"الأشقاء السوريين الأبرياء دفعوا فاتورة انعدام ضمير البلدان الغربية"

أشار الرئيس أردوغان، إلى أن الأزمة السورية نموذجية من حيث إظهار المواقف التمييزية والإقصائية واللاإنسانية للدول الغربية تجاه اللاجئين، وقال إن" الغرب صمٌّ بكمٌ عميٌ حيال الأزمة التي انهت عامها العاشر. وهم نفسهم الذين لم يحركوا ساكنًا حيال مأساة الطفلين عمران وآيلان، التي حطمت أفئدتنا. كما انهم لم يتخذوا أي خطوة لتخفيف العبء على الملايين في شمال سوريا. حتى أنهم لم يترددوا في دعم التنظيمات الإرهابية مثل "بي كي كي"، و"واي بي جي" تحت غطاء مكافحة "داعش. إن هؤلاء لم يفوا حتى الآن بجزء كبير من وعودهم بتقديم المساعدة لبلدنا. إن نفاق العالم الغربي له دور في مقتل ما يقرب من مليون في سوريا واضطرار 12 مليون آخرين إلى مغادرة منازلهم إلى جانب هجمات النظام والمنظمات الإرهابية".

ومن جهة أخرى لفت إلى أن مجلس الأمن الدولي شكل خيبة أمل كبيرة لعدم قيامه بمسؤولياته في الأزمة السورية، وأن الأشقاء السوريين الأبرياء دفعوا فاتورة انعدام ضمير البلدان الغربية وفشل النظام الدولي.

"علينا اتخاذ خطوات أكثر حزمًا ضد معاداة الإسلام وخطاب الكراهية"

شدد الرئيس أردوغان، على أن المسلمين لا يكافحون فيروس كورونا فحسب وإنما يكافحون معاداة الإسلام المتصاعدة والأزمات الإنسانية أيضًا، مضيفًا إن" المسلمين ولاسيما النساء هم ضحايا سياسات العنصرية والتمييز في العديد من البلدان حول العالم. في الوقت الراهن يسيطر خطاب الكراهية على الحياة اليومية وكذلك السياسية في العديد من البلدان الغربية التي تتشدق بالديمقراطية وحقوق الإنسان. حيث نسمع كل يوم تقريبًا خبرًا عن تعرض أحد مواطنينا، أو أخت مسلمة لهجوم عنصري في الشارع أو العمل أو المدرسة أو الحافلة أو في السوق. في المقابل يكاد السياسيون الأوروبيون يسكبون البنزين على النار ويتشبثون بالخطاب الذي يستهدف المسلمين والمهاجرين بدلاً من محاربة التيارات المريضة التي تسمم المجتمع. لا يمكننا السماح بأن تتحول أوروبا إلى معسكر اعتقال لإخواننا المسلمين الذي يعيشون فيها وعددهم 35 مليونًا. بصفتنا منظمة التعاون الإسلامي علينا اتخاذ خطوات أكثر حزمًا ضد معاداة الإسلام وخطاب الكراهية".

10 ديسمبر 2021

آخر الأخبار