وبعد النقاش الثري والمستفيض وتبادل الآراء بين الرؤساء، صدر البيان التالي:
انطلاقا من النظام الأساسي لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، وميثاق منظمة التعاون الإسلامي، وتبعاً لما صدر من قرارات وبيانات عن مؤتمرات الاتحاد حول القضية الفلسطينية،
إذ نتابع بقلق بالغ التصعيد الغير مسبوق الذي يشهده قطاع غزة نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية الوحشية التي يتعرض لها المدنيون العزل والتي نتج عنها سقوط الآلاف من الضحايا والمصابين، ولا يزال العدد في ازدياد،
وإذ نشعر بالأسى إزاء المأساة الحقيقية التي يعيشها سكان القطاع تحت القصف الإسرائيلي الأعمى، وتحت الحصار والتجويع الذي يتناقض مع القانون الدولي الإنساني، وقطع الماء والكهرباء والوقود وشح الغذاء وانهيار المنظومة الصحية ومنع المستلزمات الطبية، وفرض التهجير القسري، والإبادة الجماعية للنازحين من الحرب،
وإذ نشير إلى القرارات ذات الصلة الصادرة عن مؤتمرات اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في دوراتها السابقة:
1- نؤكد بأن القضية الفلسطينية قضية محورية للعالم الإسلامي، ونشدد على رفضنا الكامل لأي محاولات لتصفيتها، وأنه لا تراجع ولا تنازل بشأنها حتى ينعم الشعب الفلسطيني بدولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
2-نؤكد أن السلام العالمي لايتحقق إلا إذا تحقق السلام في الشرق الأوسط عبر حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية في إطار قرارات مجلس الأمن الدولي وحل الدولتين.
3. نعتبر أن العامل الرئيسي الذي أدى إلى تفجير الأوضاع في الأراضي الفلسطينية حاليا هو ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من اعتداءات متكررة من قوات الاحتلال وتقاعس المجموعة الدولية عن وضع حد لمعاناته وعدم تطبيق القرارات الأممية وتجاهل حقوقه المشروعة.
4. نحمل الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذا التصعيد والذي جاء نتيجة لاستمرار الانتهاكات الإسرائيلية والإجراءات أحادية الجانب في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي وصلت إلى حد الاستباحة للشعب الفلسطيني ومقدساته، بالإضافة إلى تصاعد وتيرة التحريض والاقتحامات العسكرية لمدن الضفة وهدم المنازل وتهجير الشعب الفلسطيني والتوسع الاستيطاني في الأراضي المحتلة وارتفاع معدلات عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين، في ظل التجاهل وتراجع الاهتمام الدولي، مما أدى إلى فقدان الشعب الفلسطيني الأمل في استعادة حقوقه المشروعة.
5. نعلن شجبنا و تنديدنا الحازم بالعدوان العسكري الغاشم الذي يشنه الكيان الصهيوني على مدينة غزة منذ يوم 07 اكتوبر 2023 وحتي اليوم، مما أدى الي سقوط آلاف الشهداء و الجرحي من المدنيين وغالبيتهم من النساء والأطفال، وتدمير البنايات السكنية ومنشآت البنى التحتية والمنظومة الصحية والمدارس والمساجد ومنشآت الأمم المتحدة.
6. ندعو إلى بذل كل الجهود من أجل الوقف الفوري للحرب العدوانية على الشعب الفلسطيني وكل الاعتداءات الإسرائيلية الأخرى سواءً في فلسطين أو لبنان أو سوريا، مع التأكيد على ضرورة التكفل بجوهر الصراع وهو إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية.
7. ندين ونرفض بشكل قاطع تعرض المدنيين الفلسطينيين العزل من أطفال ونساء إلى القتل والعنف والقصف الوحشي الذي يصل إلى حد الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، ونؤكد أهمية الوقف الفوري لهذا النزيف من الدماء البريئة، ومختلف الأعمال الشنيعة التي تعد خرقاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وعلى ضرورة توفير الحماية للمدنيين.
8. نؤكد على ضرورة التميز بين الإرهاب وحق المقاومة المكفول للشعوب المستعمرة التي تكافح من أجل استقلالها ونرفض بأي شكل من الأشكال الخلط بين الإرهاب والمقاومة.
9. نحمل حكومة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن الجرائم المقترفة في قطاع غزة، وعن سياسة العقاب الجماعي العشوائي التي تتبعها، في انتهاك صارخ للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وإرغامها على الالتزام بمسؤولياتها القانونية في هذا الشأن، وفقاً لاتفاقيات جنيف باعتبارها الكيان القائم بالاحتلال.
10. ندعو إلى ضرورة إيجاد حل لقضية الأسرى الفلسطينيين الذين يقبعون في سجون الاحتلال في ظروف مأساوية تتنافى مع مبادئ حقوق الإنسان.
11. ندعو أيضاً إلى ضرورة محاكمة ومتابعة مرتكبي المجازر والإبادة الجماعية في حق المدنيين الفلسطينيين أمام المحكمة الجنائية الدولية.
12. نرفض بشكل قاطع الدعوات الموجهة من جيش الاحتلال الإسرائيلي لسكان قطاع غزة وممثلي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في القطاع بمغادرة منازلهم والاتجاه جنوباً، الأمر الذي يعد مخالفة جسيمة لقواعد القانون الدولي الإنساني ويعرض حياة أكثر من مليوني مواطن فلسطيني وأسرهم لمخاطر مواجهة ظروف إنسانية وأمنية قاسية وخطيرة.
13. نناشد كل الهيئات الإنسانية لتوجيه قوافل عاجلة لإغاثة الفلسطينيين تحت شعار "أغيثواغزة" ووضع حد للحصار الجائر المفروض على الشعب الفلسطيني، وندعو المجتمع الدولي للعمل على تسهيل وصول المساعدات الإنسانية لأبناء الشعب الفلسطيني وتوفير النفاذ الآمن وفتح الممرات والمعابر.
14. ندين بشدة مايتعرض له الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، تزامناً مع العدوان على غزة، حيث تضاعفت وتيرة عمليات القتل، من طرف قوات الاحتلال وعصابات المستوطنين.
15. نوصي بضرورة عرض التطورات الخطيرة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني خاصةً أهالي غزة من جرائم الاحتلال المستمرة في بند طارئ يدرج في جدول أعمال الجمعية العامة الـ 147 للاتحاد البرلماني الدولي، وندعو رؤساء البرلمانات في الاتحاد لدعم هذا البند على مستوى مجموعاتهم الجيوسياسية في الاتحاد البرلماني الدولي.
16. ندعو إلى تشكيل تحالف للدول الإسلامية لنصرة القضية الفلسطينية وندعو إلى المشاركة في تشكيل وفود برلمانية حكومية لإيصال موقف الدول الإسلامية مما يتعرض له الشعب الفلسطيني إلى جميع أنحاء العالم والعمل على وقف حرب الإبادة التي يتعرض لها.
17. ندعو إلى تعميم نتائج هذا الاجتماع وبيانه الختامي على أوسع نطاق ليكون رسالة قوية من العالم الإسلامي للمجتمع الدولي ومباشرة تنفيذ توصياته.