بيان اسطنبول

اسطنبول
10 ماي 2010

إن الاجتماع الاستثنائي الثاني مفتوح العضوية للجنة التنفيذية للاتحاد الذي عقد في اسطنبول، الجمهورية التركية يوم 25 جمادي الأولى 1431ه الموافق 10 مايو 2010 ، بدعوة كريمة من معالي السيد/ محمد علي شاهين ، رئيس الجمعية الوطنية التركية الكبرى ،

إذ يؤكد مجددا التزامه التام والثابت بتحقيق سلام عادل ودائم و شامل في الشرق الأوسط مع إقامة دولة فلسطينية مستقلة ومترابطة ، قابلة للحياة وذات سيادة ، وعاصمتها مدينة القدس الشريف بما يتفق مع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ،

وإذ يؤكد أن الأراضي الفلسطينية المحتلة والتي تشمل قطاع غزة و الضفة الغربية، بما فيها مدينة القدس الشريف ، تشكل كلا لا يتجزأ ولا يمكن فصله،

إذ يؤكد علىجميع القرارات الصادرة عن المؤتمرات السابقة لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي وبخاصة إعلان اسطنبول 2009 ، التي أكدت دعم حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها مدينة القدس الشريف،

وإذ يستذكر قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة المتعلقة بمدينة القدس الشريف ،

وإذ يؤكد على كافة القرارات الصادرة عن مؤتمرات الاتحاد السابقة التي أكدت على مساندة حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ، وكذلك إدانة اممارسات الكيان الصهيوني القمعية بحق الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع وبخاصة استمرارها في بناء جدار الفصل العنصري وحصارها الجائر المفروض على غزة الذي يجافي أبسط قواعد الإنسانية والقانون الدولي.

وإذ يشير مجددا إلى القرار الصادر عن اجتماع اللجنة المشتركة 106 للاتحاد البرلماني الدولي في 14 سبتمبر 2001 الذي دعا خلاله الكيان الصهيوني إلى نزع فتيل التوتر ، وسحب قواتها العسكرية من المدن والقرى الفلسطينية على الفور ، وإلى ايقاف جميع الانشطة الاستيطانية والامتناع عن مهاجمة المدنيين والمنشآت، وعلى رفع حصارها على الأراضي الفلسطينية ،

وإذ يشير إلى القرار رقم 129/4 الصادر عن المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) في دورته التاسعة عشرة بتاريخ نوفمبر 1967 الذي أكد على أن جميع التدابير والاجراءات التشريعية التي تتخذها إسرائيل وما ينجم عنها من تغيير لوضع مدينة القدس بما في ذلك مصادرة الأراضي والعقارات تشكل تجاوزا على القانون الدولي وتعتبر باطلة و غير قانونية،

وإذ يؤكد أن قضية القدس الشريف تقع في لب القضية الفلسطينيةالتي هي جوهر الصراعالعربي والإسلامي مع الكيان الصهيوني وسبب عدم الاستقرار في المنطقة،

وإذ يؤكد على الأهمية الحيوية لقضية مدينة القدس الشريف بالنسبة لجميع العالم الإسلامي وضرورة الحفاظ على طبيعتها الإسلامية وهويتها متعددة الثقافات ، وحماية حرمة الأماكن الإسلامية والمسيحية المقدسة الموجودة فيها،

وإذ يشيد بصمود الشعب الفلسطيني في وجه العدوان الصهيوني والحصار الجائر المفروض عليه،

وإذ يشيد أيضا بالجهود التي يبذلها الأمين العام للاتحاد وكافة الدول والمنظمات والمؤسسات بما فيها لجنة القدس والبنك الإسلامي للتنمية،

وإذ يعرب عن القلق العميق إزاء الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة للأماكن الإسلامية والمسيحية المقدسة في مدينة القدس الشريف وما حولها وكذلك الحفريات والأنفاق أسفل الحرم الشريف والمسجد الأقصى وفي محيطهما،

وإذ يبدي انزعاجه من العواقب الضارة للأعمال غير القانونية الجارية في مدينة القدس الشريف المقدسة والتي يجري عزلها عن بقية الأراضي الفلسطينية من خلال بناء المستوطنات وإنشاء حائط الفصل في المدينة وحولها ، ومن خلال القيود التي تمنع حركة الفلسطنيين وتحد من وصولهم إلى المدينة، بما في ذلك العبادة في الأماكن المقدسة ،

وإذ يؤكد حق عودة اللاجئين الفلسطينيين دون قيد أو شرط إلى ديارهم

وبعد استماعه مداخلات أصحاب المعالي رؤساء المجالس والسادة رؤساء الوفود والوفد الفلسطيني وكلمة الأمين العام للاتحاد بشأن الاستيطان في الأراضي الفلسطينية وخصوصا القدس الشريف فإنه:

1- يدين استمرارالأعمال الإسرائيلية الاستفزازية المتعمدة في الأماكن المقدسة بمدينة القدس الشريف والمدن الفلسطينية الأخرى ، وتدنيس المقامات المقدسة ، ويندد خصوصا بسماح إسرائيل للجماعات اليهودية المتطرفة بتدنيس ساحات المسجد الأقصى وإقامة شعائرهم فيها ، واحتلال المباني المجاورة .

2- يرفض إعلان إسرائيل ضم الحرم الإبراهيمي في الخليل ومسجد بلال في بيت لحم و أسوار المدينة القديمة في القدس إلى قائمة مواقعها التراثية.

3- يطالب مجلس الأمن الدولي و مجلس حقوق الإنسان التابع لمجلس الأمن ومنظمة اليونسكو بإلزام إسرائيل:

- بتطبيق اتفاقية جنيف الرابعة واتفاقية لاهاي على الأراضي المحتلة والوقف الفوري للاستيطان.

- وقف الانتهاكات الصهيونية لجميع قواعد الشرعية الدولية ونقض سيادة الدول المستقلة وممارساتها الإرهابية المستمرة وعدم احترام حقوق الإنسان الفلسطيني.

- إلغاء سلطات الاحتلال الصهيوني فورا للقرارين العسكريين 1649 -1650 اللذين يهددان بطرد واعتقال عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين بدعوى التسلل "أو الإقامة غير القانونية في الضفة الغربية والقدس الشريف.

4- يحث المسلمين والمسيحيين في كافة أنحاء العالم على العمل سويا من أجل حماية المسجد الأقصى والأماكن المقدسة والتراث و التاريخ، وخصوصا في مدينة القدس الشريف.

5- يرفض السياسات الصهيونية في مدينة القدس الشريف التي تستهدف إخلاءها من سكانها الفلسطينيين وتغيير معالمها التاريخية والحضارية وهويتها العربية والإسلامية وفصلها من محيطها الفلسطيني وبناء أسوار حول المدينة بما يمنع المصلين المسيحيين والمسلمين من الوصول إلى أماكن عبادتهم في مدينة القدس الشريف.

6- يحذر إسرائيل من أن تعنتها و تحديها المستمر للمجتمع الدولي بإقامة مستوطنات جديدة في القدس سيدفع بالمنطقة إلى شفا هاوية سحيقة كما يعرض السلم والأمن الدوليين لخطر ماثل قد يصعب تفاديه.

7- يحث المجتمع الدولي ، وخصوصا الأمم المتحدة على إجبار سلطات الاحتلال على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية بغية منعها من تنفيذ أي تغييير جغرافي أو ديموغرافي في مدينة القدس المقدسة ، ووضع حد لهدم المنازل ، وسحب بطاقات الهوية للسكان الفلسطينيين ، وعملية تطهير مدينة القدس الشريف من مواطنيها العرب.

8- يؤيد وضع خطة عمل عالمية للحفاظ على التراث الثقافي للمدينة القديمة من القدس على أن تدعمها مراقبة اليونسكو للتطورات التي تحدث في هذا الجزء القديم من القدس وفق جدول زمني متفق عليه.

9- يطلب من الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي أن تعمل للحفاظ على الطابع الإسلامي والتاريخي والثقافي للقدس الشريف ومواجهة المحاولات الرامية إلى تغيير التكوين السكاني للمدينة المقدسة ، وذلك بالتنسيق مع المنظمات الدولية والإقليمية المعنية.

10- يطالب الفصائل الفلسطينية إلى نبذ خلافاتها وإنهاء حالة الانقسام ومواصلة الحوار الوطني لضمان تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية وخدمة المصالح العليا للشعب الفلسطيني وتعزيز قدرته على مواصلة مقاومته العادلة والمشروعة من أجل استعادة حقوقه الثابتة.

11- يدعو إلى فتح المعابر البرية والمنافذ البحرية والجوية لقطاع غزة ويشيد بصمود الفلسطينيين المحاصرين في القطاع ويدعم كل الجهود المبذولة لفك الحصار الظالم عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ، واطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين بمن فيهم البرلمانيين.

12- يتبنى الاجتماع جميع ما ورد في الكلمة القيمة التي القاها معالي السيد رجب طيب أردوغان رئيس وزراء الجمهورية التركية في الجلسة الافتتاحية ويعتمدها كوثيقة أساسية من نتائج وتوصيات الاجتماع.

13- إن المجتمعين من رؤساء مجالس ورؤساء وفود وأعضاء اللجنة التنفيذية يتقدمون بآيات الشكر والتقدير للشعب التركي وبرلمانه وحكومته وهم يستقبلون للمرة الثانية مثل هذا اللقاء الاستثنائي المبارك بحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة ويرجون من المولى عز وجل أن يحمي هذا البلد العزيز ويعزز خطاه بما يحقق المزيد من رقيه وازدهاره.

رب اجعل هذا بلدا آمنا و ارزق أهله من الثمرات

آخر الأخبار