واجب الأمة تجاه اخوتنا اللاجئين المسلمين الروهينغيا

واجب الأمة تجاه اخوتنا اللاجئين المسلمين الروهينغيا

محمد الحسن أحمد محمد ابراهيم

ظلت قضية اللاجئين المسلمين الروهينغيا تجد الاهتمام والمتابعة من منظور انساني وواجب الإخوة الاسلامية ، وقد وجد هذا الموضوع حيزاً كبيراً ضمن القضايا الهامة التي ناقشتها اجتماعات الدورة الثالثة عشرة لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي التي انعقدت في ايران خلال يناير 2018م والتي سلطت الضوء على قضية اللاجئين الروهينغيا وما يتعرضون له من انتهاكات خطيرة من قبل القوات البورمية واجبارهم على الرحيل عن ديارهم. وقد كلف الاجتماع الأمانة العامة للاتحاد بإيفاد بعثة الى بنغلاديش لزيارة مخيمات اللاجئين الروهينغا الذين لجأوا من ديارهم بولاية راخين بدولة ميانمار إلى دولة بنغلاديش المجاورة لهم.

واستجابةً للدعوة المقدمة من الأمانة العامة للاتحاد وجّه الأخ رئيس الهيئة التشريعية القومية (البرلمان السوداني) بتسمية وفد يمثل البرلمان للمشاركة ضمن بعثة الاتحاد لزيارة مخيمات اللاجئين المسلمين الروهينغا في دولة بنغلاديش للإطلاع عن كثب على اوضاعهم ومراجعة امكانية تقديم المساعدات الانسانية لهم. وقد جاءت مشاركة وفد السودان ضمن وفود برلمانية بالإضافة إلى وفد الأمانة العامة للاتحاد.

عقب الوصول إلى دولة بنغلاديش والالتقاء برئيسة البرلمان البنغلاديشي ووزير الدولة بالخارجية تم الاستماع لآخر تفاصيل أوضاع اللاجئين الروهينغيا واحتياجاتهم والجهود الانسانية والدبلوماسية التي ظلت تبذلها دولة بنغلاديش تجاه قضيتهم.

وقد أشاد وفد السودان بالدور الفعّال والمؤثر الذي ظلّ يضطلع به اتحاد مجالس الدول الأعضاء في معالجة قضايا المجتمع المهمة والحيوية ومعالجة الشؤون المشتركة للمسلمين والإنسانية جمعاء وثمّن القرار الصادر بإيفاد البعثة. كما اوضح دور السودان حكومةً وشعباً واهتمامه ومساندته لقضايا العالم الإسلامي والأقليات المسلمة في شتى بقاع الأرض ، وعبّر عن التقدير الجمّ للدور المتعاظم لحكومة جمهورية بنغلاديش ولشعبها الطيب في استقبال واستضافة إخواننا لاجئي الروهينغا وتقديم المساعدات الإنسانية لهم، مقدماً الشكر لبرلمان جمهورية بنغلاديش وللأمانة العامة للاتحاد على جهودهم في الترتيب لهذه الزيارة المهمة وتسهيل مهمة الوفود المشاركة ضمن البعثة.

قامت الوفود بزيارة مخيمات اللاجئين الروهينغيا بولاية كوكس بازار واستمعت لهم وقد شرحوا معاناتهم بالتفصيل وناشدوا الوفد الزائر بضرورة مواصلة الجهود مع المجتمع الدولي لضمان اعادتهم لديارهم وموطن أجدادهم عودةً مستدامة في أقرب وقت وبشكل آمن وبكرامة والحفاظ على حقوقهم في المواطنة والهوية .

وقد قام الوفد بجولة ميدانية على المخيمات شملت المساكن والمرافق العامة والخدمية والتقى بالعاملين بالمنظمات العاملة بهذه المخيمات من جنسيات مختلفة ووقف على حال اللاجئين عامة التي كانت في وضع انساني سيئ ، واستمع الوفد منهم على قصص مرعبة عن إجبارهم على ترك ديارهم بعدما ذاقوا جميع أنواع الويل والعذاب من القوات البورمية التي قتلت ذويهم وأبنائهم واغتصبت نساءهم مما أجبرهم لترك ديارهم وفروا إلى بنغلادش بعد رحلة طويلة ومعاناة دون أن يجلبوا شيئا معهم.

- اتضح لوفدنا الزائر من خلال الجولة الميدانية أن المنظمات المحلية والدولية تقوم على فترات بتقديم الاحتياجات الأساسية للموجات الجماعية القادمة من الجانب البورمي تتمثل في المساعدات الطبية والماء والغذاء والأغطية والمشمعات ولكنها لا تفي باحتياجات الأعداد الكبيرة الوافدة والموجات المستمرة من اللاجئين.

من خلال الزيارة توصلت الوفود الزائرة إلى تفاصيل هامة من ضمنها :-

  • عدد اللاجئين في تزايد مستمر ويحتاجون للدواء والغذاء بكميات كبيرة وهم في حاجة ماسة للوقاية وتوفير العلاج والناموسيات والأغطية .
  • تقع المخيمات في أراضٍ غير مستوية وذات مناخ استوائي حار وقد تلاحظ أن كامل المرافق مبنية من مواد غير ثابتة أغلبها من عيدان الخيزران وتعتبر المباني غير ملائمة وليست مؤهلة لتحمل الأمطار الغزيرة والمستمرة .
  • يوجد فاقد تربوي واضح وعدم توفر معلمين مؤهلين لمعظم المواد المدرسية.
  • وفق المعلومات التي توفرت لنا أن هنالك قرى بأكملها في طريقها للوصول إلى مخيمات اللاجئين التي اكتظت، كما أن الوضع المالي للقائمين على أمر المخيمات أصبح ضعيفاً نتيجة توقف مساهمات الدول والمنظمات الداعمة وفقاً لتعهداتها منذ العام السابق ولم تصل حتى الآن مساعدات مادية اضافية.

وقد أمّن الوفد السوداني مع الوفود المشاركة في البعثة على ضرورة تحركات قوية عبر برلمانات مجالس الدول الأعضاء وحكوماتها لإقناع حكومة ميانمار من منظور أنها قضية حقوق إنسان و حقوق أساسية وليست قضية دينية على الرغم من أنه يبدو بكل وضوح أنها عملية "تطهير عرقي“ اتضح ذلك من خلال افادات اللاجئين الروهينغا للبعثة ، فلابد من الضغط على الحكومة البورمية ، فهناك حاجة ملحة من أجل إعادة لاجئي الروهينغا إلى ديارهم بطريقة آمنة .

وعليه نرى الآتي :

  • استناداً لقرارات المؤتمر الثالث عشر للاتحاد المنعقد في طهران، أدان الوفد عمليات القتل والتهجير القسري للسكان المسلمين الروهينغا وجميع الأعمال الوحشية التي اُرتكبت ضدهم بصورة ممنهجة ، والتي شكلت انتهاكاً خطيراً وصارخاً للقانون الدولي والمعاهدات والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان والتي نطالب المجتمع الدولي بمعاقبة مرتكبيها كما ندعو حكومة ميانمار إلى الالتزام بمسئولياتها بموجب القانون الدولي ومواثيق حقوق الإنسان واتخاذ كافة الاجراءات لوقف الممارسات العنصرية ضد مسلمي الروهينغيا والمحاولات المستمرة لطمس ثقافتهم وهويتهم الإسلامية.
  • ندعو عبر الاتحاد حكومات الدول الاعضاء إلى مواصلة جهودها مع المجتمع الدولي والأمم المتحدة من أجل ضمان عودة مستدامة لكل مسلمي الروهينغيا المهجرين إلى أراضيهم بأمن وسلام وكرامة متمتعين بحقوق المواطنة الكاملة وتعويضهم عن كافة الخسائر المادية والمعنوية التي لحقت بهم ، وتوفير وسائل العيش الكريم لهم.
  • حث جميع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي ووكالات الأمم المتحدة ذات الصلة والمنظمات الطوعية وجميع الخيرين إلى الايفاء بالتزاماتهم والقيام بواجبهم في تقديم العون والدعم الانساني العاجل إلى مخيمات اللاجئين الروهينغيا سعياً لإنهاء معاناتهم في هذا الجانب ، ولتخفيف العبء الملقى على عاتق دولة بنغلاديش.

تحقيقاً لأهداف الزيارة وغاياتها السامية في التعريف بمعاناة إخواننا اللاجئين الروهينغا وإمكانية تقديم المساعدات الإنسانية لهم اهتم وفد السودان وفور عودته بإعداد تقرير تفصيلي عن الزيارة واحتياجاتهم قدم لقيادات واعضاء البرلمان السوداني وسوف تتم دعوة وسائل الإعلام وجميع الجهات الإنسانية والحقوقية المعنية بقضية المسلمين الروهينغا لورشة عمل تناقش كيفية تقديم المساعدات لهم.

السودان – الخرطوم في يوم الخميس 7 ربيع أول 1440هـ

آخر الأخبار