اشكر الامانة العامة لاتحاد مجالس الدول الاعضاء فى منظمة التعاون الاسلامى على اختيارها لى شخصيا من اجل الكتابة حول: "ضرورة مجابهة الاسلاموفوبيا". وارى لزاما علي ان اذكر بأن الدين الإسلامى توج دائما بقيم السلام والمحبة والتسامح والتضامن، التى هى، بالنسبة لكل مسلم، مبادئ اساسية بدونها، لايمكن العيش المشترك..
و فى ذات الحين، من المؤسف ان نلاحظ على اننا حاليا نعيش فى عالم قد تزعزع فيه التسامح بسبب مشاعر الاسلاموفوبيا. وشيئا فشيئا، يحتل موضوع الاسلاموفوبيا الصدارة لدي نقاش الارهاب؛ لقد وجهت اتهامات عديدة لديننا، وظهرت على شكل عداء وكراهية للاسلام والمسلمين.. وان التعامل مع الإسلام، فى بعض الأوساط ولدى بعض الأشخاص، اصبح مصدرا لتمييز جائر ضد المسلمين.. ويظهر ذلك، بشكل واضح، جهلا فادحا للمعنيين بتعاليم الاسلام .
واود أن اشير، فى هذا السياق، الى ان الاسلام يبقى دينا قيما ذومبادئ بارزة هي مرجعيتنا فى حياتنا المجتمعية.. وبابتعادهم عن هذه المبادئ فإن اشخاصا ظلمانيين قد حرفوا التعاليم الاسلامية وسقطوا بسهولة فى فخ التطرف.. وهكذا وبدل أن يتبعوا تعاليم الدين، فإن هؤلاء المتطرفين اختاروا ان ينصبوا انفسهم سلطة دينية للتضحية بالسكان الأبرياء.. لذلك فإنه من الضروري عدم الخلط بين الاسلام والارهاب من اجل ان لانعزز الصورة النمطية السلبية ضد المسلمين. ان الأحكام المسبقة هي التى تعرقل عددا كبيرا من اخوتنا واخواتنا من الحصول على العمل، وعلى السكن، و على النقل، وفى نشاطات اخرى لها علاقة بدمجهم الاجتماعى والمهني. وعليه فإنه من الملح وضع حد لممارسات واقوال الاسلاموفوبيا صيانة لمكانة الاسلام وامته.
إن مواجهة الاسلاموفوبيا، بالتمسك بمبادئ الاسلام الصحيحة، يجب ان تكون، بالنسبة لكل مسلم، جهادا دائما، فى كل وقت وفى كل حين.