معالي السيد محمد قريشي نياس
الأمين العام لاتحاد البرلمانات الاسلامية الموقرPUIC
كما تعلمون، منذ يوم الجمعة الموافق 7 مايو 2021 الميلادي، قام الكيان الصهيوني بالاعتداء على عدد كبير من المواطنين الفلسطينيين، من بينهم النساء والأطفال من المصلين والصائمين في المسجد الأقصى لعبادتهم الله سبحانه وتعالى.
إن هذا الإجراء الذي اتخذه الكيان الصهيوني واستمرار جرائم الحرب يتعارض مع مبادئ القانون الدولي وحقوق الإنسان. ويعد الحق في إقامة التجمعات السلمية، بما في ذلك إقامة الشعائر الدينية، من الحقوق الأساسية المعترف بها بموجب العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والوثائق الدولية الأخرى ذات الصلة. بالإضافة إلى ذلك، فإن العبادة في المسجد الأقصى هي أحد الحقوق الأساسية للفلسطينيين وجزء لا يتجزأ من حقهم في حرية التعبير والتجمع السلمي، الذي انتهكه الكيان الصهيوني بشكل ممنهج وصارخ.
وللأسف، فإن الشعب الفلسطيني المظلوم والأعزل يتعرض اليوم لاعتداءات وحشية والمنتهكة للقوانين والضوابط الدولية من قبل الكيان الصهيوني المحتل، وقد رفع هذا الكيان مستوى انتهاكاته للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني إلى أعلى مستوى ويصر على ممارسة الاضطهاد والقمع المتزايد ضد الفلسطينيين بصلافة وتجاهل صارخ للقوانين والضوابط الدولية.
ويستمر الكيان الصهيوني المحتل بممارسة أعماله الإجرامية بما في ذلك استمرار عمليات الاحتلال في حي الشيخ جراح التاريخي، والتدمير والمصادرة والتطهير العرقي، والاعتقالات الواسعة وغير القانونية والمجازر والاغتيالات، والاعتداء المستمر على المصلين في المسجد الأقصى، واستمرار الحصار الإنساني في قطاع غزة، وممارسة سياسة التمييز الواضح في جائحة كوفيد -19 والامتناع عن توزيع اللقاحات، واحتلال الأراضي الفلسطينية لأكثر من سبعة عقود، واستمرار جرائم الحرب والتجاهل التام للمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان في ضوء عدم اتخاذ موقف مناسب من المنظمات والأوساط الدولية. وقد أدى هذا المنحى إلى استمرار الكيان الصهيوني في جرائمه البشعة بلا هوادة في ظل ارتياحه من الإفلات من العقاب.
إن مجلس الشورى الإسلامي يؤمن إيماناً راسخاً بأن الظروف الراهنة وتدهور الأوضاع في القدس الشريف وتدنيس المسجد الأقصى يعتبر تهديداً للسلم والأمن الدوليين وينبغي على برلمانات الدول الإسلامية والعالم والحكومات والمنظمات الدولية والأوساط البرلمانية الدولية أن يناقشوا فوراً الوضع الخطير في المسجد الأقصى وأن يتخذوا إجراءات فعالة لوقف جرائم الصهاينة على الفور.
ويُتوقع من معاليكم والبرلمان الموقر لبلدكم بذل قصارى الجهود لوضع حد لهذا الانتهاك الممنهج والهجوم الواسع النطاق ضد الشعب الفلسطيني والمدنيين، والدعم الفعال للآليات والحلول السارية، بما في ذلك ملاحقة وإدانة منفذي هذه الجريمة الصهيونية وداعميها.
محمدباقر قاليباف
رئيس مجلس الشورى الإسلامي
الجمهورية الإسلامية الإيرانية
12 مايو 2021