بسم الله الرحمن الرحيم
القدس: رمز الوحدة و الانتصار
بدعوة كريمة من معالي الدكتور محمد باقر قاليباف رئيس مجلس الشورى الإسلامي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، انعقد الاجتماع الاسثنائي الرابع للجنة فلسطين الدائمة المنبثقة من اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بحضور عدد من أصحاب السعادة أعضاء اللجنة و عدد آخر من ممثلي المجالس الأعضاء بالاتحاد، في طهران يوم الاثنين 12 شوال 1442 ه. الموافق 24 مايو 2021، لبحث الاعتداءات الإسرائيلية الآثمة على الشعب الفلسطيني في مختلف أرجاء الأراضي الفلسطينية المحتلة و عدوانه المسلح الأخير :
إذ ينطلق من المبادئ والأهداف الواردة في النظام الأساسي لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي و ميثاق منظمة التعاون الإسلامي ،
و إذ يستند إلى كافة القرارات الصادرة عن القمم الإسلامية و مجلس وزراء الخارجية في منظمة التعاون الإسلامي، و قرارات مؤتمرات اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بشأن قضية فلسطين و مدينة القدس،
و إذ يستشعر المسؤولية التاريخية والأخلاقية والقانونية للأمة الإسلامية تجاه قضية فلسطين والقدس الشريف،
و إذ يؤكد على مركزية القضية الفلسطينية والقدس بالنسبة للأمة الإسلامية ويشدد على أهمية مدينة القدس باعتبارها العاصمة الخالدة لدولة فلسطين و حاضنة ثالث الحرمين الشريفين، و لذا فهي تشكل خطا أحمر لا يمكن تجاوزه،
و إذ يشدد على أن المقاومة بكافة أشكالها، حق مشروع، حتى يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه غير القابلة للتصرف، وعلى رأسها حق العودة، وحق إقامة الدولة الفلسطينية على أرض فلسطين وعاصمتها مدينة القدس.
وبعد استعراض آخر التطورات في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشريف، وتحديداً تصاعد اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين الإسرائيليين المتطرفين على المسجد الأقصى/ الحرم الشريف والتهجير القسري للعائلات الفلسطينية من منازلها في القدس المحتلة وقتل وجرح المدنيين والعدوان الهمجي الذي تعرض له قطاع غزة باستخدام جميع وسائل العدوان العسكري الفتاك ضد السكان المدنيين الفلسطينيين العزل وأدى إلى قتل وإصابة المئات وتدمير الأعيان المدنية بصورة واسعة النطاق مما تسبب في معاناة واسعة، وشكل تهديداً مباشراً للسلم والأمن الإقليمي والدولي،
إذ يهنئ الشعب الفلسطيني الأبي بكامله على انتصاره على العدوان و تلقينه للكيان الصهيوني درسا جديدا يسقط العديد من حساباته الخاطئة.
- يؤكد أن القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك، أولى القبلتين وثالث الحرمين، خط أحمر للأمة الإسلامية، ولا أمن ولا استقرار إلا بتحريرها الكامل من الاحتلال، وبعودتها إلى حضن شعبها الفلسطيني وأمتها الإسلامية، ويدعو دول المجالس الأعضاء الى تضافر الجهود الجماعية والفردية والالتفاف حول القدس والدفاع عنها وعن مقدساتها والتصدي لجرائم إسرائيل وتوفير الدعم للشعب الفلسطيني وتوفير مقومات الصمود لهم في مواجهة الاعتداءات الهمجية الإسرائيلية، ويطالبهم بتنفيذ قرارات منظمة التعاون الإسلامي و اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي المتعلقة بالقضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للأمة الإسلامية.
- يحيي صمود أبناء الشعب الفلسطيني على أرضهم، وعلى وقفتهم التاريخية في وجه العدوان والاحتلال، ودفاعهم الملحمي عن حقوقهم المشروعة و مقاومتهم ضد محاولات الشطب والتهجير والإلغاء من قبل النظام الاستعماري العنصري الإسرائيلي.
- يعبر عن الغضب الشديد والاستياء العارم للأمة الإسلامية من العدوان الهمجي الذي تعرض له الشعب الفلسطيني الصامد و يدين بأشد العبارات الاعتداءات الوحشية التي شنتها إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، ضد الشعب الفلسطيني، وأرضه ومقدساته.
- یؤکد أن ما تقوم به اسرائیل في فلسطين، من هدم البیوت و مصادرة الاراضی و القتل المتعمد للمدنیین الابریاء من النساء و الاطفال و الشیوخ و استهداف المنشآت الصحیة و الاجتماعیة و الثقافیة يعتبر أعمالأ إجراميه ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية، ومظهرا لإرهاب الدولة.
- يعرب عن قلقه بشكل خاص من تسارع وتيرة سياسة الاستعمار الإسرائيلية للأرض الفلسطينية وتحديداً التهديد بالإجلاء القسري غير القانوني لمئات من العائلات الفلسطينية من منازلها في القدس الشريف المحتلة بالقوة، بما في ذلك عائلات في حي الشيخ جراح وحي سلوان، اللذين يواجهان إخلاءً وشيكًا من قبل مجموعات منظمة من المستعمرين المتطرفين بدعم ومساندة من سلطات الاحتلال الإسرائيلية وبالتعاون مع المحاكم العنصرية، ويؤكد على ضرورة الوقف الفوري لكل تلك السياسات والممارسات غير القانونية التي تتعارض مع التزامات الاحتلال بموجب ميثاق الأمم المتحدة واتفاقية جنيف الرابعة والقانون الدولي لحقوق الإنسان وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ويدعو إلى التصدي لهذه الإجراءات غير القانونية على كافة المستويات واتخاذ إجراءات إقليمية و دولية سريعة و فعالة لمواجهتها.
- يحذر بشكل خاص من الآثار الخطيرة المترتبة على تأجيج إسرائيل المتكرر والمتعمد للحساسيات الدينية واستفزازها لمشاعر الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية بأسرها بتصعيد هجماتها على المصلين، وتحديداً تلك التي بدأت منذ بداية شهر رمضان المبارك الماضي، وإعاقة وصول المصلين إلى الأماكن المقدسة لأداء شعائرهم الدينية، بما في ذلك وصول المسلمين إلى المسجد الأقصى ووصول المسيحيين إلى كنيسة القيامة خلال احتفالات عيد الفصح، والاقتحام العنيف لقوات الاحتلال للمسجد الأقصى / الحرم الشريف والترهيب والاعتداء على المصلين المسالمين، مما يعد انتهاكاً صارخاً لمبادئ القانون الدولي الإنساني.
- يطالب بوضع حد لجميع الانتهاكات التي ترتكبها إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، بما في ذلك عدم احترامها للمقدسات الإسلامية والمسيحية، وتحديداً حرمة المسجد الأقصى / الحرم الشريف، ويطالب أيضا بعدم المساس بوضعه التاريخي والقانوني، والتأكيد على أن إسرائيل قوة محتلة وليست لها أي حقوق مشروعة على الإطلاق في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك مدينة القدس والمسجد الأقصى / الحرم الشريف وأن كافة الإجراءات التي تمس وضعه هي إجراءات باطلة ولاغية وليس لها أي أثر قانوني.
- يحمل إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، المسؤولية الكاملة عن تدهور الوضع بسبب جرائمها الممنهجة ضد الشعب الفلسطيني في كافة الأرض الفلسطينية المحتلة، وتحديداً العدوان الهمجي الواسع على قطاع غزة المحاصر، حيث سقط في العدوان الأخير وحده العشرات من الشهداء و جرح المئات و تم التدمير الواسع للممتلكات والبنى التحتية الأساسية بسبب الهجمات العسكرية الهمجية لسلطة الاحتلال، ويشدد على ضرورة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وفق المعايير الدولية للقانون الإنساني.
- يكرر رفضه وإدانته للاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي المتواصل للأرض الفلسطينية المحتلة ، ويؤكد أن جميع أفعال الاستيطان تشكل انتهاكات جسيمة للقانون الدولي وترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ويجب مساءلة الاحتلال عنها ومقاطعة منظومته الاستعمارية وفرض عقوبات عليها.
- يؤكد أن ما تقوم به قوات الاحتلال هو إقامة نظام عنصري يمارس التطهير العرقي والتمييز العنصرى بكل انواعه ؛ و يطالب البرلمانات الأعضاء في الاتحاد بسن تشريعات تصنف نظام الكيان الصهيوني بأنه نظام عنصري بناء على معاملته للشعب الفلسطيني لذلك فإن على المجتمع الدولي أن يعامله كما عامل نظام التمييز العنصرى البائد في جنوب أفريقيا.
- يؤكد على دعم مقاومة الشعب الفلسطيني ضد الكيان الصهيوني بكافة اشكالها، خاصة مقاومة الشعب الفلسطيني الصامد في وجه العدوان الصهيوني، باعتباره حقا مشروعا حتى تتحقق الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، و يؤكد أن ما يقوم به الفلسطينيون هو ممارسة حقهم المشروع في الدفاع عن أنفسهم وممتلكاتهم و وطنهم.
- يؤكد على أهمية الوصاية الهاشمية التاريخية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس، ودورها في حماية هذه المقدسات والوضع القانوني والتاريخي القائم فيها، وفي الحفاظ على الهوية العربية الإسلامية والمسيحية لهذه المقدسات، ويؤكد على أن إدارة أوقاف القدس والمسجد الأقصى المبارك الأردنية هي الجهة الوحيدة المخولة لإدارة جميع شؤون المسجد الأقصى المبارك/الحرم القدسي الشريف
- يثمن الدور الذی تقوم به رئاسة لجنة القدس لحماية المقدسات في القدس الشريف والوقوف في وجه الإجراءات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بهدف تهويد المدينة المقدسة.
- يدعو البلدان الإسلامية إلى نبذ الخلافات و رص الصفوف وتعزيز أواصر الأخوة الإسلامية لمواجهة الهجمة الشرسة التي يشنها أعداء الأمة الإسلامية، خاصة الكيان الصهيوني الذي يراهن على الوضع الإقليمي الراهن و استغلاله لاشعال نار الفتنة والاضطراب لصرف انتباه دول المنطقة عن الانتهاكات الخطيرة لحقوق الشعب الفلسطيني، خصوصا تلك المتعلقة بمدينة القدس. و يؤكد ضرورة حشد كافة امكانات العالم الإسلامي من أجل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، ويطالب برفض سياسة التطبيع مع العدو الصهيوني ويدعو جميع الشعوب المحبة للحرية إلى استخدام كافة جهودها في دعم الشعب الفلسطيني.
- يدعم بقوة الفصائل الفلسطينية و سعيها لتحقيق المصالحة فيما بينها، تعزيزا للوحدة الوطنية التي من شأنها تقوية جهود الأمة الإسلامية في مواجهة الظروف الاقليمية والدولية المحدقة بالقضية الفلسطينية في الوقت الراهن.
- يدعو إلى تحرك قانوني دولي لارغام إسرائيل على دفع التعويضات المادية والمعنوية اللازمة عن الأضرار التي ألحقتها بالبنى التحتية الفلسطينية والممتلكات العامة والخاصة. ويدعم القرار الفلسطيني بشأن رفع الجرائم التي ارتكبها الكيان الصهيوني الاسرائيلي بحق الأطفال والنساء في قطاع غزة إلى المحكمة الجنائية الدولية، و يدعو إلى محاكمة القادة الصهاينة على جرائمهم وفقا للقانون الدولي. ويعتبر من حق الضحايا متابعة جرائم هؤلاء الصهاينة في محاكم مستقلة.
- يدعو المجتمع الدولي للضغط على الكيان الصهيوني، قوة الاحتلال، لإنهاء الحصار الجوي والبحري والبري غير القانوني المفروض على قطاع غزة كشكل من أشكال العقاب الجماعي، وفتح المعابر الحدودية وضمان الحركة الحرة للناس والمواد والبضائع من وإلى قطاع غزة وبقية الأراضي الفلسطينية.
- يدعو دول المجالس الأعضاء، بالتعاون مع المجتمع الدولي، إلى السعي إلى إعمار مدينة غزة التي دمرتها آلة الحرب الصهيونية، و يدعو إلى دعم الصناديق المالية الموجودة لدعم الشعب الفلسطيني الصامد.
- يطالب المجالس الأعضاء في الاتحاد باستصدار قوانين لدعم الشعب الفلسطيني في مواجهة اعتداءات الكيان الصهيوني.
- يدعو إلى تفعيل المقاطعة الإسلامية للاحتلال الإسرائيلي والالتزام بجميع قرارات منظمة التعاون الإسلامي بهذا الشأن ، و مساندة حركة المقاطعة العالمية وعلى رأسها ( BDS ) طريقا للتصدي لسياسة الاحتلال العنصرية.
- يرحب باقتراح رئيس الجمعية الوطنية التركية الكبري معالي السيد مصطفي شنتوب لعقد اجتماع للجنة فلسطين الدائمة المنبثقة من الاتحاد على مستوى رؤساء المجالس فى اسطنبول على أساس أن القضية الفلسطينية تجسد المعنى الجوهري للاتحاد، وأن الحاجة تقتضى التعامل معها بطريقة مدروسة وبتصميم على أعلى المستويات، كما تتطلب متابعة جدية.
- يكلف الأمين العام لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، اتخاذ الإجراءات اللازمة لمتابعة تنفيذ ما جاء في هذا البيان، و اعلام الاتحاد البرلماني الدولي، والأمم المتحدة، وكافة المنظمات الإقليمية بنصه.
- يقدم الشكر والعرفان للجمهورية الإسلامية الإيرانية، قيادة وشعبا وبرلمانا على مبادرتهم الكريمة لاستضافة هذا الاجتماع الهام وعلى حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة.