زادت جرائم إسرائيل على مدى الأسبوع الماضي في شمال قطاع غزة بصورة مسعورة وكأنها في سباق مع الزمن، حيث عادت إلى سياسة التجويع والقتل الجماعي والتهجير القسري والتي تستهدف النازحين. ووثق المرصد الإعلامي لمنظمة التعاون الإسلامي لجرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين، عدد الشهداء في قطاع غزة، منذ ٥ إلى ١١ نوفمبر ٢٠٢٤، بواقع (٢٤٢) شهيدا، فيما بلغ عدد الجرحى (٦٦٢) حريحا، كما سجّل المرصد وقوع (١٩) مجزرة تركز معظمها في شمال ووسط القطاع. وتركز القصف الإسرائيلي ضد مراكز الإيواء في شمال القطاع، حيث استهدف عائلة حمادة ليقتل نساء وأطفالا في قصف حي الدرج في وسط غزة.
وقتل جيش الاحتلال ١٢ فلسطينيا في قصف جوي استهدف مدرسة شحيبر التي تؤي نازحين وتتبع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، الأنروا. وأمرت قوات الاحتلال السكان في شمال الشاطئ والنصر وعبد الرحمن، ومدينة العودة والكرامة، التي تقع غرب وشمال غربي مدينة غزة، بضرورة النزوح جنوبا. وأكدت الأمم المتحدة أن ٨٥٪ من محاولات تنسيق دخول قوافل المساعدات والزيارات الإنسانية إلى شمال القطاع يتم رفضها أو عرقلتها من قبل إسرائيل رغم الظروف القاسية التي يمر بها القطاع.
وفي الضفة الغربية والقدس المحتلة، سجّل مرصد المنظمة سقوط (١٢) شهيدا، و(٢٩) جريحا، فيما اعتقلت قوات الاحتلال (١٨٩) آخرين، ليصل مجموع عدد الشهداء الفلسطينيين منذ ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ إلى ١١ نوفمبر ٢٠٢٤، إلى (٤٤٣٨٣) فيما بلغ عدد الجرحى للفترة نفسها (١٠٩١٧٩) جريحا. وعلى صعيد هدم واحتلال وحرق المنازل، فقد بلغ عددها خلال أسبوع الرصد (٢٢) منزلا حيث هدمت قوات الاحتلال ١٦ منزلا موزعة على الضفة الغربية والقدس المحتلة، وأحرقت آخر في مخيم جنين، واحتلت منزلا في رام الله وهدمت محلا تجاريا وأحرقت آخر في مخيم طولكرم، كما دمّر المستوطنون ٤ كرافانات (بيوت متنقلة) في بلدة السعير بالخليل، وطردت سكانها. وفي السياق نفسه، جرفت قوات الاحتلال شوارع ودمرت منشآت بنية تحتية في كل من مخيم الفارعة وبلدة طمون في طوباس وبلدة قباطية في جنين ومخيم نور شمس بطولكرم، فضلا عن جرفها منطقة زراعية بين بلدتي قراوة وبني حسان وقرية سرطة في سلفيت.
ووثق مرصد المنظمة (٥٣) غارة نفذها المستوطنون ضد قرى وبلدات الضفة الغربية والقدس المحتلة، فيما تواصلت الهجمات على موسم قطاف الزيتون، حيث تعرضت ٢٧ قرية فلسطينية لـ ٣٨ اعتداء تنوع بين منع أصحاب المزارع من جني محاصيلهم وقطع واقتلاع وحرق أشجار الزيتون، وجرف الأراضي الزراعية وقطع الطرق المؤدية إليها وسرقة محاصيل الزيتون. وشاركت قوات الاحتلال في عمليات النهب والقمع فيما تركزت الاعتداءات على قرى محافظة نابلس. وواصل المتطرفون اقتحام المسجد الأقصى المبارك طوال معظم أيام الأسبوع، كما هاجم مستوطنون المصلين في صلاة الفجر في مسجد في قرية برقة بنابلس وحطموا زجاج مركبة أمام المسجد، وأحرق آخرون سيارة فلسطيني في قرية كفر مالك في رام الله، وقتلوا مسنا فلسطينيا بعد رش غاز الفلفل في وجهه مما أدى إلى اختناقه.
وسجّل المرصد (٥) أنشطة استيطانية خلال المدة المذكورة جاء أبرزها استيلاء المستوطنين على قطعة أرض وزراعتها بأشجار الزيتون في الأغوار الشمالية، وبنى آخرون منزلا متنقلا على أرض مطلة على قرية خلايل اللوز ببيت لحم، بالإضافة إلى قرية جالود بهدف تحويلها إلى بؤر استيطانية، وقام آخرون بحراثة أراض وسرقة منازل متنقلة في قرية خلايل اللوز، تمهيداً للاستيلاء عليها.
ووثق المرصد بين ٥ و١١ نوفمبر اقتراف قوات الاحتلال والمستوطنين لـ (١٨٥٥) جريمة شملت كذلك اقتحام قوات الاحتلال كنيسة “باتر نوستر(الأبانا)” الواقعة في الجزء العلوي من جبل الزيتون في القدس الشرقية، والتي تديرها فرنسا بالتزامن مع وصول وزير الخارجية الفرنسية، بالإضافة إلى اعتداءات عديدة طالت قطاع التعليم في محافظة طوباس شملت اقتحام مدرستي المالح الأساسية ومدرسة أخرى للبنات.
١٢ نوفمبر ٢٠٢٤