كلمة سعادة الأستاذ الدكتور محمود إرول قليج
أمين عام اتحاد مجالس الدول الأعضاء بمنظمة المؤتمر الإسلامي
أمام الدورة العامة الحادية والثلاثين للجمعية العمومية للرابطة البرلمانية
للتعاون الاقتصادي بين دول البحر الأسود
أثينا – اليونان)10 - 11 يونيو 2008 (
________
السيد الرئيس ،
السيد الأمين العام لـ PABSEC ،
الأعضاء البرلمانيون الموقرون في PABSEC
السيدات و السادة ،
اسمحوا لي باديء ذي بدء أن أعرب عن امتناني للدعوة الكريمة التي أتاحت للاتحاد فرصة المشاركة في أعمال الدورة الحادية والثلاثين للجمعية العمومية لـ PABSEC . ولا يفوتني أن أعبر للجهة المنظمة عن شكري على الترتيبات التنظيمية الممتازة و كرم الضيافة الذي شملنا جميعا.
السيد الرئيس ،
تنعقد جمعيتكم الموقرة في وقت و ظروف حرجة يمر بها عالمنا حاليا مما يؤكد الحاجة لوضع و بلورة مفهوم واضح من شأنه أن يساعد على مواجهة التحديات المتصاعدة ، وخصوصا في منطقة الشرق الأوسط ، و هي منطقة تشهد العديد من المشكلات الملتهبة التي تتطلب أقصى درجات الحكمة في التحرك بغية ايجاد حلول شاملة لها .
و يرى اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي أن حل المسائل الملتهبة في جميع أرجاء العالم ، و في الشرق الأوسط على وجه الخصوص ، يأتي عن طريق الحوار الجاد و المسؤول باعتباره أول الأساليب و أكثرها حضارة . و عندما يمنى هذا الحل الإنساني بالفشل فأن المسرح يصبح مهيئا للمجرمين الذين ينطلقون من مفاهيم جنونية ليرتكبوا أبشع الأعمال التي يخجل منها الضمير الإنساني .
السيد الرئيس ،
أسمحوا لي أن أتناول باختصار بعض المشكلات السائدة في الشرق الأوسط :
- القضية الفلسطينية و النزاع العربي الإسرائيلي،فالاعتداءات والهجمات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني الأعزل مستمرة تحت سمع وبصر العالم كله. وهي تستهدف النساء والأطفال والشيوخ والبنيات الاقتصادية والاجتماعية الأساسية للشعب الفلسطيني وبيئته الطبيعية. وهناك حصار جائر مفروض على قطاع غزة وهو في حقيقته عقاب جماعي للسكان المدنيين بغية كسر أرادتهم وإعاقة مطالبتهم بحقوقهم المشروعة التي تكلفها لهم جميع الشرائع والمواثيق الدولية. ويعتبر هذا الحصار خرقا خطيرا للقانون الإنساني الدولي وإرهاب دولة منظما. أننا ندعو المجتمع الدولي للضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي لإنهاء هذا الحصار و العقاب الجماعي على الفور. ونلفت انتباه المجتمع الدولي إلى القرارات الصادرة من مؤتمر القمة الإسلامي في دورته الحادية عشرة التي عقدت في داكار بجمهورية السنغال والتي تدعو إلى إنشاء دولة فلسطينية مستقلة على كافة الأراضي التي أحتلت عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف كشرط أساسي لاستقرار الأمن لجميع الدول في منطقة الشرق الأوسط.
- وبالنسبة للعراق فإن الخروج من دائرة العنف والانفجارات اليومية وإراقة الدماء يتطلب العمل على تقوية الحكومة المنتخبة ودعم العملية السياسية الجارية والحفاظ على وحدة الأراضي العراقية وتحقيق المصالحة الوطنية بين جميع فئات وطوائف الشعب العراقي و وضع جدول زمني لانسحاب القوات الأجنبية .
- إن الوضع في لبنان يقتضي العمل على مساعدة الفرقاء اللبنانيين على تجاوز الأزمة الداخلية وذلك بانتهاج أسلوب الحوار البناء وصولا إلى حلول مقبولة لدى الشعب اللبناني كفيلة بجمع كل طوائفه على الثوابت الوطنية والمصلحة اللبنانية العليا بما يجنبه مخاطر التدخل الأجنبي من أي دولة كانت.
- إننا نؤكد على حق جميع الدول في امتلاك الطاقة النووية للأغراض السلمية وفقا للقوانين الدولية ونظام الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ونرفض إزدواجية المعايير والانتقائية في التعامل مع هذا المبدأ. ونؤكد أيضا على ضرورة إخلاء منطقة الشرق الأوسط بكاملها من أسلحة الدمار الشامل. ويتعين في هذا الصدد أن تقوم الوكالة الدولية للطاقة الذرية ببذل جهود حثيثة لإخضاع المنشآت النووية الإسرائيلية لنظام التفتيش والمراقبة المنبثق عن الوكالة تمهيدا لإزالة مخزونها من هذه الأسلحة الفتاكة.
- ونؤكد أن الإرهاب ليس له وطن أو دين أو ملة وليس له أي صلة بالإسلام دين التسامح والاعتدال والتعايش السلمي. ونرى ضرورة مكافحة الإرهاب عالميا وتحت مظلة الأمم المتحدة مع التمييز بين الإرهاب وبين مقاومة الاحتلال الأجنبي وهو حق شرعي للشعوب من أجل تحرير أراضيها بكل الوسائل الجماعية والفردية وفقا للمادة (51) من ميثاق الأمم المتحدة.
ختاما ، نأمل أن نرى مزيدا من علاقات التعاون النشط بين الاتحاد و الرابطة البرلمانية للتعاون الاقتصادي بين دول البحر الأسود ، متمنيا لاجتماعكم هذا مزيدا من التوفيق و السداد.
و شكرا لكم .