بدأت الفيضانات في الباكستان في شهر يوليو من العام 2010 في أعقاب أمطار موسمية غزيرة شملت مناطق خيبر و باختونكوا والسند والبنجاب وبلوشستان و تأثر بها حوض نهر السند. وقد غمرت المياه في وقت من الأوقات خمس مساحة أراضي جمهورية الباكستان.
وحسب ما أوردت بيانات الحكومة الباكستانية فان الفيضانات أثرت تأثيرا مباشرا على نحو 20 مليون نسمة حيث دمرت الممتلكات وسبل المعيشة للمواطنين والبنية التحتية. وبلغ عدد القتلى جراء الفيضانات 2000 شخص. ويفوق عدد الأفراد المنكوبين في الباكستان مجموع عدد الأشخاص الذين تأثروا جراء موجات المد البحري (تسونامي ) في المحيط الهندي (200٤) و زلزال كشمير ( 2005) وزلزال هييتي ( 2010).
ولحق الدمار أيضا بمنشآت الطاقة في باكستان حيث تلفت (10000) من الخطوط الناقلة للكهرباء والمحولات والخطوط الفرعية ومحطات الكهرباء في مختلف المناطق. وغمرت المياه محطة جناح للطاقة الكهربائية المائية و 150 محطة في جلجيت. وبلغ العجز في الطاقة 3.135 جيجاوات.
وغطت الفيضانات 17 مليون فدان ( ٦9000) كيلومتر مربع من الأراضي الزراعية الخصبة في البلاد، ونفقت 200000 رأس من الماشية ، وجرف التيار كميات ضخمة من الحبوب. وبلغت تكلفة الخسائر في الزراعة أكثر من 2.9 بليون دولار أمريكي وشملت محصول القطن (700000) فدان و قصب السكر 200000 فدان و الأرز (200000) فدان ، بالإضافة إلى المحزون من القمح (500000) طن وغذاء الحيوانات (300000) فدان.
في 2٤ سبتمبر 2010 أعلن برنامج الغذاء العالمي أن نحو 70% من سكان باكستان لا يحصلون على ما يكفي من الطعام المناسب ، ومعظم هؤلاء الأشخاص يقطنون في المناطق الريفية.
ودمرت الفيضانات أيضا 2٤33 ميلا من الطرق السريعة و 3508 ميلا من خطوط السكة الحديد. وتقدر خسائر السكة الحديد بحوالي 131 مليون دولار أمريكي وخسائر الطرق السريعة بنحو 158 مليون دولار أمريكي. أما خسائر المباني العامة فتقدر بنحو بليون دولار أمريكي. وتقول منظمات الإغاثة أن حوالي 5000 مدرسة قد دمرت.
وفي 7 سبتمبر 2010 جاء في تقرير لمنظمة العمل الدولية " أن أكثر من 5.3 مليون وظيفة قد فقدت بسبب الفيضانات.
ونظرا لهذه الكارثة الضخمة التي ألمت باحدى الدول الإسلامية فقد كان رد فعل المسلمين كبيرا وسريعا.
على مستوى الاتحاد بعث الأمين العام البروفسور محمود إرول قليج رسائل عاجلة إلى معالي الدكتورة فاهميدا ميرؤا ، رئيسة الجمعية الوطنية الباكستانية ، وإلى معالي السيد فاروق نايك ، رئيس مجلس الشيوخ في باكستان. وقال السيد قليج في رسالتيه "أننا نتابع بقلق بالغ آثار الفيضانات المدمرة التي تعرضت لها بلدكم الشقيق و أدت إلى خسار جمة في الأرواح والممتلكات.
وإذ نعبر لكم أن دعمنا و تعاطفنا الكامل مع شعبكم في مواجهة هذه الكارثة، فاننا نضرع إلى الله القوي القدير أن يكلل بالنجاح الجهود الجبارة لتقديم الإغاثة إلى الضحايا ولاعادة إعمار المناطق المنكوبة".
وكانت المجموعة الإسلامية قد اجتمعت على هامش الجمعية الثالثة والعشرين بعد المائة للاتحاد البرلماني الدولي التي عقدت بمدينة جنيف السويسرية. وقد تركزت المناقشات على ضرورة التنسيق لانجاح الاقتراح المتعلق بالبند الطاريء من جدول أعمال الجمعية الذي يتناول المأساة الإنسانية في الباكستان الشقيقة. وكانت أمانة الاتحاد البرلماني الدولي قد تسلمت اقتراحين في هذا الصدد من وفدي دولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية الإسلامية الإيرانية. ثم بعد ذلك أعلن الاتحاد البرلماني الدولي أن مشرعين يمثلون 123 بلدا قد أقروا بندا طارئا بعنوان " ضرورة القيام بعمل فوري لدعم جهود الإغاثة الدولية في حالة الكوارث الطبيعية وخصوصا فيما يتعلق بباكستان المنكوبة بالفيضانات.