المجالس العدد الخامس العشر سيف 2014

إن الطريق الأكيد لتحقيق نجاح الأمة الإسلامية يمر عبر التضامن الفعال بين مكوناتها و تراثها التليد. والنجاح أيضا ينطلق من بناء علاقاتنا على مبدأ الأخوة الذي يقوي من مشاعرنا تجاه بعضنا البعض والوقوف إلى جانب الأشقاء المسلمين عند المحن والمصاعب.
إن التضامن شرط لا غنى عنه في عملية نشر تعاليم الإسلام وتقوية العقيدة بين المسلمين وبناء صروح التقدم والذي يستند إلى أربعة مرتكزات أساسية وهي:
- إقامة المدارس التي تدرس باللغة العربية بغية تعليم الشعوب الإسلامية الفهم الأفضل لدينها.
- المساعدة في إنشاء البنية التحتية من طرق و مرافق صحية و إمدادات المياه النقية وغيرها في البلدان الإسلامية.
- توجيه الاستثمارات نحو الدول الإسلامية بغية خلق الوظائف والعمالة و مساعدة الأشقاء المسلمين في العيش بكرامة و تحقيق الاخلاص في العمل.
- مكافحة الجوع والفقر والجهل والمرض في البلدان الإسلامية الفقيرة.
ويجب على المسلمين تعزيز تضامنهم مع الشعب الفلسطيني الرازح تحت براثن الاحتلال الإسرائيلي – تضامنا ليس بالتعبير عن القلق  جراء الأوضاع القاسية التي يعيشونها فحسب، بل قيام المسلمين في جميع أرجاء العالم ببذل الجهود لنصرة إخوتهم الفلسطينيين، و اقترح تخصيص أيام للدعاء والتضرع إلى الله سبحانه و تعالى في المساجد من أجل أن يفرج المولى العزيز القدير من كربة الشعب الفلسطيني، وأن يعمل المسلمون على تحسيس الضمير العالمي بمأساة هذا الشعب بغية وضع نهاية لهذا العار الذي يصم الإنسانية قاطبة، فاستقلال كامل التراب الفلسطيني من براثن الاحتلال يمثل تحديا للأمة الإسلامية.
إن تناول القضايا الإساسية مثل التضامن في مواجهة المحن و مكافحة الفقر و تحسين البيئة المادية والاجتماعية للإنسان – و إن جاء التناول موجزا – فانه ينطلق من منظور إسلامي باعتبار أن الإسلام هو الحضارة الحقيقية و ان هذا الفهم يفرض علينا تعزيز ثقافة الإنسانية و قفل الطريق أمام الذين يرتكبون الفظائع تحت غطاء الإسلام.