اسطنبول – جمهورية تركيا
17 يناير 2015 –
26 ربيع الأول 1436ه
ضمن أعمال الدورة العاشرة لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي المنعقدة في اسطنبول ، جمهورية تركيا ، انعقد الاجتماع الخامس للجنة شؤون فلسطين يوم 17 يناير 2015 ، بحضور جميع أعضاء اللجنة.
وقد ترأس الاجتماع سعادة الدكتور أورهان آتالاي ، عضو المجلس الوطني التركي الكبير . كما حضره سعادة السيد/ علي أصغر محمدي سيجاني الأمين العام المساعد للاتحاد.
رحب رئيس الاجتماع بالحضور ، مشدداً على أهمية القضية الفلسطينية ومكانتها لدى المسلمين ، ومطالباً بضرورة حشد إمكانيات الأمة الإسلامية في سبيل نصرة هذه القضية المحورية للبلدان المسلمة.
بعد ذلك اعتمد المجتمعون جدول الأعمال . تلاه تقرير مفصل عن آخر التطورات على الساحة الفلسطينية ، قدمه الدكتور فيصل أبو شهلة عضو المجلس الوطني الفلسطيني ، الذي تحدث باسم المجلس الوطني الفلسطيني بصفته النائب الدائم لرئاسة لجنة شؤون فلسطين .
وقد تطرق إلى ثلاثة مواضيع ، باعتبارها الأهم على الساحة الفلسطينية، وهي تحقيق المصالحة الوطنية وردة الفعل الإسرائيلية عليها ، والعملية السياسية الجارية بشأن القضية الفلسطينية ، ومطالبة الدول الإسلامية بدعم الفلسطينيين حتى يستمروا في المقاومة ومطالبة حقوقهم الوطنية كاملةً .
وفي سياق حديثه أشار إلى توقيع الاتفاق الخاص بتنفيذ اتفاقية المصالحة الوطنية ، في 2/6/2014 والتي كانت باكورته ، تشكيل حكومة الوحدة الوطنية ، التي واجهتها إسرائيل باجتياح الضفة الغربية في 12/6/2014 ومنعت العديد من وزراء حكومة الوحدة الوطنية من حضور مراسم القسم . ثم اعقبت إجراءاتها العدوانية بعدوانها على قطاع غزة الذي استمر 51 يوماً ، تعمدت فيها ، هدم البيوت وتدمير البنية التحتية وقتل المدنيين الذين تجاوز عدد شهدائهم ال 1100 شهيد ، بينهم مئات من الأطفال والنساء . وأشار إلى أن إسرائيل قصفت غزة خلال الفترة المذكورة ب 25 ألف طن من المتفجرات ، أي مايساوي مفعول قنبلتين ذرتين . واستمرت الأوضاع في تدهورها بعد وقف إطلاق النار ، الكهرباء تنقطع لساعات طويلة في كل يوم وسائر الخدمات متعثرة للغاية . أما القدس ، فقد استمرت إسرائيل في محاولاتها لفرض سياسة التقاسم الزمني والمكاني في المسجد الأقصى كما فعلت من قبل بالنسبة للحرم الإبراهيمي ، وكما تعلمون فقد منعوا المسلمين من دخول المسجد الأقصى ليوم واحد . والحفريات مستمرة وهناك منع لترميم البيوت الآيلة للسقوط بجوار المسجد الأقصى ، حتى تسقط ولن يسمح بإعادة بنائها .
وعن عملية السلام ، أعرب المسؤول الفلسطيني عن عدم تقدم هذه العملية بسبب عدم جدية المسؤولين الإسرائيليين ، ولأن نتانياهو وليبرمان يريدان كل شئ ولن يعطيا شيئاً ، وأمريكا التي منحناها فرصة كافية، فشلت ، لا بل اثبتت انحيازها الدائم لإسرائيل .
وعن موضوع التصويت في مجلس الأمن الدولي بشأن منح العضوية الكاملة لدولة فلسطين ، عبر المسؤول الفلسطيني عن العتب على ممثل نيجيريا في مجلس الأمن الدولي ، الذي أحبط عملية التصويت بامتناعه عن الحضور ، الأمر الذي منح أمريكا فرصة ذهبية لإسقاط مشروع القرار من دون استخدام حق النقض (الفيتو) . وطلب من ممثلي البرلمانات الإفريقية الحاضرين في الاجتماع ، إبلاغ حكوماتهم بهذا الامر المغاير لمواقف الدول الإسلامية الملتزمة أصولاً بمساندة القضية الفلسطينية في المحافل الدولية .
بعد ذلك تحدث أبو شهلة عن المشاكل المالية الماثلة أمام الفلسطينيين مبتدءاً القول بأن إسرائيل منعت عن السلطة الفلسطينية، أموال الجمارك وهي أموال فلسطينية تقتطع إسرائيل جزءاً منها وتسلم الباقي ، وقد أقدمت على حجبها تماماً . وأمريكا من جانبها أعلنت أنها سوف تعلق تقديم المساعدات للسلطة الفلسطينية البالغة 420 مليون دولار سنوياً . إسرائيل وأمريكا يريدان ثنينا عن الذهاب للمحكمة الجنائية الدولية ولكننا ماضون في هذا الطريق وتقديم مجرمي الحرب الإسرائيليين لهذه المحكمة ، مهما كلف الثمن. ونتوقع من إخوتنا في العالمين العربي والإسلامي ، مدنا ومساعدتنا. كما نتوقع أن تصدر توصيات عن هذا المؤتمر ، توجد تحركاً عملياً ، منها مطالبة الاتحاد البرلماني الدولي بتجميد عضوية إسرائيل في الاتحاد المذكور .
واختتم القول بأن الفلسطينيين مفعمين بالأمل وهم يتمسكون بحقوقهم ومايقومون به ، هو رفع صرخة فلسطينية منطلقة من فلسطين والقدس ، العاصمة الروحية للأمتين العربية والإسلامية ، تطلب الدعم لتحقيق الحقوق الوطنية .
بعد تقرير ممثل المجلس الوطني الفلسطيني تحدث ممثلو برلمانات كل من : المغرب ، والأردن ، والسودان ، والسنغال ، وإيران ، والعراق ، والإمارات ، والسعودية ، والبحرين ، وغينيا ، وتشاد ، وإندونيسيا . وقد أثنى الجميع على مقترح الشعبة البرلمانية الإماراتية بشأن توجيه الشكر للبرلمانات الأوروبية التي اعترفت بدولة فلسطين ومخاطبة البرلمان الأوروبي وبرلمان أمريكا اللاتينية و البرلمان الإفريقي برسائل عاجلة وحثها على الاعتراف بدولة فلسطين .
وبعد نقاش مستفيض خلص الاجتماع إلى التوصيات التالية :
1. توجيه رسائل عاجلة من رئيس اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي ، باسم جميع الأعضاء ، إلى كل من البرلمان الأوروبي ، واتحادي برلمانات أمريكا اللاتينية وإفريقيا، يدعو فيها إلى الاعتراف بدولة فلسطين ، باعتبار هذا الإجراء تعزيزاً لفرص السلام في الشرق الأوسط، وتطبيقاً للقرارات الدولية ذات الصلة وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242.
2. مناشدة البرلمانات الأعضاء، حث الاتحاد البرلماني الدولي على الاعتراف بدولة فلسطين ، وذلك خلال مؤتمر رؤساء البرلمانات العالمية المقرر انعقاده في نيويورك من 31 أغسطس حتى 2 سبتمبر 2015.
3. تشكيل لجنة خاصة للقيام بزيارات للبرلمانات المشار إليها أعلاه ، لضمان إنجاز الخطوات العملية لتحرك المجالس الإسلامية على جميع الأصعدة ، بهدف تأمين الاعتراف بدولة فلسطين ، على أن تقوم رئاسة الاتحاد باختيار عدد من أعضاء لجنة شؤون فلسطين ، مع مراعاة المجموعات الجغرافية الثلاث، لتشكيل اللجنة .
4. تقرر عرض شغور مركزين في لجنة شؤون فلسطين على المجالس الأعضاء واستقبال طلباتها والبت فيها في الاجتماع القادم للجنة ، حتى يكتمل العدد .
5. تم طرح موضوع استضافة الاجتماع السادس للجنة شؤون فلسطين في منتصف العام الجاري . وقد تقدم وفد البرلمان العراقي باقتراح الاستضافة . وقد تمت الموافقة على هذا الاقتراح مع الشكر والتقدير.