علي اصغر محمدي
الامين العام المساعد للاتحاد
المجالس العدد السابع عشر صيف 2015
ولد الفقيد جاسم محمد الخرافي فى حى القبلة بالكويت عام 1940م، وتلقى تعليمه الأولى فى مدينة بومباى الهندية وفى روضة المثنى بالكويت ثم التحق بكلية فيكتوريا بمدينة الاسكندرية. ثم عاد إلى الكويت ودرس فى ثانوية الشويخ. وأكمل تعليمه العالي في كلية مانشيستر البريطانية حيث حصل على دبلوم فى ادارة الاعمال.
وتولى الفقيد الخرافي منصب رئاسة مجلس الأمة من عام 1999 حتى عام 2011، وكان عضوا في المجلس في دورات الأعوام 1975، 1981، 1985، 1996.
وتقلد منصب وزير المالية والاقتصاد منذ العام 1985 إلى 1990. كما تولى العديد من المناصب الإدارية والتنفيذية في القطاع العام. ويعد من الانجازات التي شهدتها فترة رئاسته لمجلس الأمة إقرار المجلس لعدد من القوانين والقرارات المهمة وتتمثل في منح الحقوق السياسية للمرأة الكويتية بالانتخاب والترشيح لمجلس الأمة ، وتعديل الدوائر الانتخابية إلى خمس دوائر انتخابية.
منذ أن تشرفت بتقلد منصب الأمين العام المساعد لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي نتيجة للثقة التي منحتني اياها المجالس الأعضاء ومعالي الأمين العام البروفسور محمود أرول قليج ، حصلت على فرصة قيمة وثمينة كي اتعرف على رؤساء واعضاء المجالس الذين يحضرون مؤتمرات واجتماعات الاتحاد إلى جانب فرصة لقائهم على هامش اجتماعات برلمانية اخرى عند مشاركتنا فيها.
ومن ابرز الشخصيات التي عملت معها كان المرحوم جاسم محمد الخرافي الذي احس باننا مدينون له في كثير من نجاحات عمل الاتحاد وفي لم الشمل وتوحيد وجهات نظر الاعضاء المحترمين.
لقد تعرفت عليه و التقيت به شخصيا قبل ان انتقل إلى العمل في الامانة العامة للاتحاد، ولكن أول مرة عملت معه في الاتحاد كان في اجتماع اللجنة الخاصة بتعديل النظام الاساسي للاتحاد في مدينة القاهرة ، حيث كان له دور بارز وبناء في اجراء التعديلات في النظام الأساسي للاتحاد ، و اسهامات كبيرة في عمل الاتحاد.
كما يجب أن نشيد هنا بالبصمات المتميزة التي تركها الفقيد في مجال تعزيز العمل البرلماني الإسلامي المشترك.
ونؤكد على المواقف المشهودة للخرافي والاراء السديدة حيال توحيد الرؤى البرلمانية امام التحديات والصعوبات التي تواجهها الامة الإسلامية.
لم يكن الفقيد الخرافي أحد رجالات الكويت فقط وانما كان من رجالات الأمة الإسلامية. وقد برزت مواقفه ومعدنه في أصعب الظروف البرلمانية والاختلافات التي كانت تسود المحافل البرلمانية احيانا وذلك من خلال طرح اراء صائبة.
كان الفقيد الخرافي واحدا من أبرز الشخصيات الإسلامية سواء في العمل البرلماني او كشخصية عامة. ويعد من احد الرموز البرلمانية حيث شارك في العمل البرلماني لأكثر من 28 سنة على المستوى الإسلامي والدولي.
وقد تولى الخرافي رئاسة اكثر من اتحاد برلماني واستفاد من تجربته على الصعيد العملي والانساني وكان يحمل الكثير من المشاعر الطيبة لشعبه ولأمته الإسلامية وجميع من يحيطون به.
ان الفقيد يعد واحدا من العلامات المتميزة في الاتحاد وكذلك في الاتحاد البرلماني الدولي حيث كان عنصرا جامعا لأي جهد إسلامي برلماني بالاضافة الى جهوده الدائمة في حل الخلافات وتجاوزها وكان له دور كبير في معالجة قضايا المنطقة ومواقف مشرفة في المحافل الاسلامية والدولية.
ويجب ان نستذكر هنا دور الراحل في تولي شخصية عربية إسلامية منصب رئاسة الاتحاد البرلماني الدولي وهو معالي الأستاذ عبدالواحد الراضي من المملكة المغربية. وكان يمثل الوسطية والعقلانية إضافة الى كونه المرجعية في كثير من الجوانب وقد عرف بحكمته وبعد نظره وحبه للعمل الوطني والوحدة الإسلامية ومساندته للقضايا الانسانية.
ويعد فقدان الكويت ، بصفة خاصة والامة الإسلامية بصفة عامة، لشخصية مثل الخرافي، الذي يعد قامة من قامات العمل البرلماني والسياسي، خسارة كبيرة للعمل البرلماني الدولي».
لقد فقد الاتحاد البرلماني الإسلامي شخصا عزيزا على الجميع كما فقدت الكويت والعرب ابنا من ابنائها البررة. وأن ذكراه ستبقى خالدة في نفوس من عاصروه ومن شهدوا مواقفه الوطنية والإسلامية.