- الأرادة الوطنية هزمت المحاولة الأنقلابية
- الوحدة الاسلامية ضرورة لمواجهة المخاطر
- أعداء الاسلام يرتكبون الأعمال الأرهابية
- أعضاء البرلمان التركي عرضوا أرواحهم للخطر دفاعا عن الديمقراطية
- المحاولة الأنقلابية ... حركة مناهضة للأرادة الوطنية
- الوقفة ضد الأنقلاب شكلت قيمة عظيمة لفائدة التنمية
- النظام الديمقراطي يقوم علي حكم القانون
- الوحدة الاسلامية حاسمة في حل المشكلات
- مساعدة فلسطين هي مهمتنا
المجالس العدد التاسع عشر صيف 2017
أكد معالي السيد إسماعيل قهرمان، رئيس مجلس الأمة التركي الكبير أن الشعور بضرورة حماية النظام البرلماني الديمقراطي ينبع من إنعكاس الأرادة الوطنية في البرلمان.
وفي مقابلة أجرتها معه نشرة الأتحاد الفصلية «المجالس» أوضح معالي السيد قهرمان أن المحاولة الأنقلابية قد فشلت فشلا مزريا لأنه كانت ضد أرادة الشعب التركي.
ودعا معاليه جميع المسلمين للتحرك سويا بغية إلحاق الهزيمة بالخطر الداخلي والخارجي وحل المشكلات الراهنة القائمة في الساحة الاسلامية.
ووصف معاليه الدعم الذي يتعين تقديمه للكفاح الفلسطيني بأنه مهمة عظيمة يتعين علي جميع المسلمين القيام بها وأنهم قادرون علي ذلك.
وندد السيد قهرمان بأولئك الذين يؤيدون الأرهاب ويقومون بالأعمال الأرهابية واصفا إياهم بأعداء الاسلام الذي يستغلون الدين الحنيف لتحقيق أغراض ذاتية.
مقدمة:
في المقابلة التي أجرتها معه «المجالس» تناول معالي السيد اسماعيل قهرمان، رئيس مجلس الأمة التركي الكبير، عددا من القضايا المهمة للعالم الاسلامي، ومن أبرزها المحاولة الفاشلة التي تعرضت لها تركيا؛ الوحدة الاسلامية؛ مواجهة المشكلات الراهنة في الساحة الاسلامية؛ تقديم الدعم للكفاح الفلسطيني، ووضع آلية فاعلة لمحاربة الأرهاب والتطرف.
فالي مضابط المقابلة:
مقاومة الأنقلابيين
«المجالس»: في البداية نهنئكم بالانتصار الكبير الذي حققه الشعب التركي ومؤسساته الديمقراطية في مواجهة الأنقلاب العسكري الفاشل وهنا لابد من الأشادة بدور نواب مجلس الامة التركي الكبير في كيفية حماية الديمقراطية بدعوته للاجتماع ومواصلته حتي دحر المحاولة الانقلابيه الفاشلة تحت القصف الجوي لمبني البرلمان. لوسمحت هل من الممكن ان تروي لنا كيف تمت الدعوة لذلك الاجتماع والوصول الي مبني المجلس في تلك الساعات العصيبه؟
السيد قهرمان: شکرلکم. کما ذكرتم فان أمتنا دحرت هذه المحاولة الأنقلابية التي استهدفت الدولة والديمقراطية والأرادة الوطنية بكاملها. وبذا فقد كتبت الأمة اليوم الخامس عشر من يونيو، يوم الأحتفال بالديمقراطية، بأحرف من ذهب.
بمجرد ماسمع نواب المجلس بنبأ المحاولة، ودعوا عوائلهم كأنهم متوجهون إلي جبهة القتال والتأم شملهم تحت قبة البرلمان وأقسموا علي حماية الأرادة الوطنية مهما يكن الثمن. وانعقدت الجمعية العمومية للمجلس برئاستي وواصلت أعمالها تحت قصف القنابل والهجمات الجوية الرهيبة.
وأنتهز هذه الفرصة لأعرب عن إمتناني بصفتي رئيسا لمجلس الأمة لأولئك الذين سارعوا بالحضور إلي مبني البرلمان معرضين حياتهم لخطر داهم وقاموا بالتصدي للمتأمرين والأنقلابيين كأنهم قادة أبطال يدافعون عن الحصون.
وظل المنافحون عن الديمقراطية في حالة من اليقظة والاستعداد طوال الأيام التالية.
وبموجب المادة 93 من الدستور والمادة 7 من لائحة الاجراءات قمت بصفتي رئيسا لمجلس الأمة بالدعوة لعقد اجتماع طارئ وقرأت إعلانا مشتركا تم إعداده بمشاركة الأحزاب السياسة الأربعة المنضوية تحت قبة البرلمان.
الدروس المستفادة
«المجالس»: أساسا الانقلاب العسكري هو موجه ضد الديمقراطية، لذلك الانقلابيون استهدفوا مبني البرلمان التركي الذي كان يواجه الانقلابيين، نحن الآن نريد ان نستمع اليكم ما هي الدروس المستفادة من تجربتكم في الحفاظ علي الحرية والديمقراطيه والدستور والحكم الرشيد ؟
السيد قهرمان: كانت هذه المحاولة الشريرة تمثل حركة مناهضة للأرادة الوطنية لأمتنا. ولذا كان مجلسنا باعتباره قلب الأرادة الوطنية واحدا من أوائل الأهداف التي صوب الانقلابيون نيرانهم نحوها. ولكن نوايا الشر والمخططات الغادرة باءت كلها بالفشل حيث تنادي المجلس ونوابه لحماية مستودع ثقة الأمة. ودافع المجلس عن السيادة الوطنية بوقفته الصلبة. وكانت الوقفة في وجه الأنقلاب مدعاة للعزة والفخر إنطلاقا من قلوب ملؤها البسالة ووجهت درسا لن ينساه الأنقلابيون ورسالة إلي العالم قاطبة.
إن العزيمة التي أبداها مجلس الأمة تجاه المحاولة الأنقلابية الغادرة ينطوي علي قيمة عظيمة تحسب لصالح التنمية وتكريس الديمقراطية في تركيا.
ويجب أن يدرك الجميع بأن أي حركة ضد أمتنا سيتم إحباطها بفضل الأرادة الوطنية الصلبة ومجلس الأمة الصامد.
وبالطبع ثمة دروس مستفادة من تلك الأحداث. ففي النظام البرلماني الديمقراطي الذي يقوم علي مبدأ حكم القانون والمؤسسات واللوائح فان الشعور بضرورة حماية النظام والأرادة الوطنية ينبع من أنعكاس تلك الأرادة الوطنية في البرلمان. لقد ولي عهد التدخل في مسيرة الديمقراطية عن طريق ممارسة القهر والتخويف. ولاتوجد أي مشكلة يستعصي تجاوزها في أمة تهب لحماية أرادتها الوطنية وبها مجلس يضم في عضويته نوابا يعرفون مسؤولياتهم والسلطات المخولة لهم بالأضافة إلي دستور يستمد كيانه من السلطة المدنية.
التصدي للمشكلات
«المجالس»: ما هي أهم المسائل والمشكلات الموجودة في العالم الاسلامي وكيف يمكن مواجهتها والوصول الي حل يلبي طموح الشعوب ويساعد في الخروج من هذه المحنة التي تواجهها كافة البلدان؟
السيد قهرمان: يقع العالم الاسلامي في منطقة جغرافية طالما جرت محاولات لتقسيمها وتشتيتها والأستيلاء عليها عبر العديد من القرون. ولذا فان الذين يخططون للسيطرة علي هذه المنطقة يعملون علي إثارة القلاقل وتصعيد المشكلات حتي يتحقق لهم مايريدون. ونلاحظ أن المشكلات الأدارية والأجتماعية وكذلك الأقتصادية باتت تقض مضاجع البلدان الاسلامية.
إن حل جميع هذه المشكلات يتمثل في أن تقوم الشعوب الاسلامية بحماية أرادتها الوطنية وعقائدها وثقافاتها وأن تمضي بها إلي المستقبل في عزة وكرامة. علاوة علي ذلك فان الطريقه الأخري لحل المشكلات هو أن تقوم الجماعات التي تعيش مع بعضها البعض ولها نفس العقيدة والثقافة علي مر التاريخ بتوحيد جهودها لمناهضة المخاطر الداخلية والخارجية. وفي هذا الصدد فان تركيا تعمل علي استخدام ثقلها لتحقيق الوحدة والحفاظ عليها وإدراك مسؤولية القيادة التي تستوحيها من الماضي ومن موقعها الاستراتيجي.
حشد الأمة الاسلامية
«المجالس»: كيف يمكن تنشيط البرلمانات في الدول الاسلامية في حل المشاكل القائمة؟
السيد قهرمان: أولا وقبل كل شئ هناك ضرورة لايلاء أهتمام كبير بموضوع العدل. ويجب علي الدولة أن تتفاعل بقوة مع الأمة. كما يجب وضع دستور يتلاءم مع تطلعات وحاجيات الناس. وأن تكون الحكومة خادمة للأمة. إن الأدارة الوطنية هي مستقبل الأمة. فالمواطنون ليسوا فقط جماعة من الناس تقوم الحكومة بجباية الضرائب منهم ولكنهم أناس يدير أمورهم نواب انتخبوهم بكامل حريتهم.
دعم فلسطين
«المجالس»: ما هي الخطوات التي يمكن إتباعها حاليا للأسراع بدعم الشعب الفلسطيني في تحقيق طموحاته ومجابهة المحنة التي يتعرض لها إلي حين تشكيل دولته المستقلة وعاصمتها القدس؟
السيد قهرمان: فلسطين صديقتنا ولدينا مشاعر مشتركة ولذا نتمني أن تكون هناك نتائج طيبة للكفاح الفلسطيني الذي يتواصل منذ سنوات عدة. ولقد تم تشكيل اللجنة الدائمة لفلسطين بمساع من تركيا ودول شقيقة أخري، وقد عقدت اللجنة أول أجتماعاتها باستضافة من مجلس الأمة التركي الكبير في العام 2012 في أسطنبول. ونأمل أن تفضي التوقعات التي ينتظرها منا أشقائنا وشقيقاتنا الفلسطينيين والفلسطينيات والواجبات الملقاة علي عواتقنا إلي إنهاء القمع الذي يتعرضون إليه، وتحقيق حياة كريمة لهم وللبلدان الاسلامية الأخري.
إن لنا مهمة عظيمة ينتظر العالم أن نقوم بها وإنا لقادرون علي ذلك. إن المثل علي عزيمتنا في هذا الصدد تنعكس في صيحة فخامة السيد رجب طيب أردوغان التي أطلقها في اجتماع دولي منددا بظلم الطغاة.
مكافحة الأرهاب والتطرف
«المجالس»: ما هي في رأيكم الآلية الفعالة المتفق عليها في الأطار الاسلامي لمواجهة الأرهاب والتطرف؟
السيد قهرمان: بادئ ذي بدء يجب أن نوضح بأن من الخطأ الفادح إستعمال لفظة «الإسلام» إلي جانب لفظة «الأرهاب» في نفس النص. ولكن للأسف فان السبب في هذا الخلط هم بعض أعداء الدين الذين يستغلون العقيدة التي يؤمن بها المسلمون لتحقيق مخططاتهم.
إن حفظ الناس بعيدا عن الضلال يتمثل في خلق بيئة تتيح لهم معرفة دينهم معرفة وثيقة.
وفي هذا السياق أود أن أشير إلي أننا سنقدم الأمة التي تحمل راية الاسلام وتقتفي خطوات أسلافها. اننا في مجتمع يعرف أن أسلافه قد رفعوا السفن من البحر وجروها فوق الأرض والآن سار أحفادهم عبر الأنفاق تحت الماء، وأنهم يعملون علي تحقيق العدالة ويحتضنون ملايين الأشخاص الفارين من الفظائع. هم نفر من الناس لن يسمحوا بوقوع أعمال أرهابية أو محاولات تحريضية في أوساطهم.