الدكتورة جوهر بخشعلييفا - رئيسة وفد برلمان أذربيجان لاجتماعات الاتحاد
شهد العالم تغييرات جذرية خلال الفترة التي مضت على انعقاد المؤتمر التأسيسي لأتحاد مجلس الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي الذى عقد في طهران في شهر حزيران عام 1999.
إن جمهورية أذربيجان التي تجمع مابين تقاليد الحضارة الاوروبية و الحضارة الشرقية في آن واحد و كونها جزءا من المجتمع الأنساني و العالم الاسلامي ، ليست منعزله عن هذه التغيرات . و تخطو حاليا خطوات حاسمة في طريقها نحو ترسيخ استقلالها . تجدرالإشارة الى أن الشعب الاذربيجاني رغم تعرضه لدعاية الإلحاد و الكفر خلال 70 سنة ماضية عندما كانت البلاد في عداد جمهوريات الاتحاد السوفييتي ، فقد كان دائما مخلصا و وفيا لعقيدته الاسلامية والقيم الاسلامية .
و في الوفت الحاضر يواصل الرئيس الأذربيجاني السيد إلهام علييف منهج سياسة الزعيم القومي حيدر علييف و يقوم بتحقيق اصلاحات هامة لتطوير الديموقراطية و ضمان حريات الانسان الاساسية و الاندماج في الاقتصاد العالمي و يتمتع مواطنو البلد بجميع الحقوق التي جاءت في الدستور الأذربيجاني بلا قيد أو شرط بما في ذلك حريات التعبير والرأى والعقيدة .
غيران المشكلة الرئيسية المؤلمة للغاية ، التي يواجهها شعب أذربيجان هي العدوان الارمني الذي يضع عراقيل و عوائق ضخمة في طريق البلاد إلى الديمقراطية . فنتيجة لهذا العدوان تم احتلال 20 بالمئة من أرض أذربيجان الواقعة في منطقة قراباع الجبلية و 7 مناطق حولها ’ كما تشرد اكثر من مليون نسمة من المواطنين من اراضي أبائهم الاصلية . لقد تكبد الشعب الآذري خسائر مادية و معنوية جسيمة جراء الأحتلال الأرمني و أبادت القوات الارمنية المسلحة في الأراضي المحتلة عددا كبيرا من الآثار الحضارية و دمرت المساجد التاريخية والمعابد الاسلامية المقدسة و المقابر تدميرا شاملا و محت آثار الحضارة الاسلامية من وجه الارض .
أن هذا التخريب الهجمي لايعتبر ضربة ضد الشعب الأذربيجاني فحسب، بل هو أيضا ضربة للعالم الاسلامي بأسره .
فنتيجة للعدوان العسكري قتل اكثر من 20 الف أذربيجاني و أصبح اكثر من 50 الف شخص مقعدين و مشوهين و أسر اكثر من 4 آلاف شخص بينهم من اعتبروا في عداد المفقودين .
و قد عاني الأطفال و النساء و الشيوخ أشد المعاناة من عمليات الابادة الجماعية التي قام بها المغتصبون الارمن في الأراضي الآذرية . و بعد أشهر قليلة يجيء شهر فبراير( شباط ) و هو شهر الحزن و الأسي بالنسبة للشعب الأذربيجاني . ففي 26 من ذلك الشهر شهد شعب أذربيجان مأساة من أكبر المآسي في تاريخه حيث تم في هذا اليوم من العام 1993 تدمير مدينة أذربيجانية اسمها خوجالي تدميرا شاملا من قبل المغتصبين الارمن و قتل في هذه العملية 413 مواطنا مسالما بشكل بربري بينهم 32 طفلا و 102 من النساء و ذلك بالإضافة إلى أسر و تعذيب 1275 مواطنا مسالما، بينهم اطفال و شيوخ و نساء .
و اضافة الى ذلك اصبحت أذربيجان حقل تجارب لأسلحة الأرهابيين الارمن و ميداناً لنشاطاتهم الواسعة النطاق و في مقدمتهم منظمة " أصاله " الارهابية المعروفة .
و قد نفذوا 30 عملية ارهابية أرمنية في أذربيجان أدت لمصرع اكثر من 2000 مواطن أذربيجاني بريء و أصابة عشرات الالاف بجراح .
ان العقبة الرئيسية أمام جهود مكافحة الارهاب هي الاراضي المحتلة من قبل الأرهابيين الارمن والتي تنعدم فيها الرقابة حاليا و يستخدمها الارهابيون العالميون بغرض تهريب الاسلحة و المخدرات و المتاجرة في البشر .
هذا و تعمد أرمينيا إلى انتهاك الحقوق الدولية إنتهاكا صارخا . و تبني مستوطنات جديدة في الاراضي الأذربيجانية المحتلة و تسعى الى تغيير الوضع الديموغرافي فيها. و تفيد المصادر بوجود مخطط يسمى " العودة الى أرتساخ " ( اى قراباغ ) . و يقصد هذا المخطط إلى زيادة عدد الارمن القاطنين في قراباغ الجبلية الى نحو 300 الف نسمة رغم ان عددهم قبل نشوب النزاع كان أقل منه بثلاث مرات .
و تتجاهل أرمينيا حتي يومنا هذا الألتزام باربعة قرارات أصدرتها منظمة الامم المتحدة تطلب فيها انسحاب القوات المسلحة الارمنية من أراضي أذربيجان و تتجاهل أيضا قرارات المنظمات الدولية الاخرى بما في ذلك قرارات منظمة المؤتمر الاسلامي التي تدين سياسة أرمينيا العدواني و تطالب بتحرير أراضي أذربيجان المغتصبة و ذلك بالاضافة الى ان ارمينيا تعرقل تسوية النزاع الارمني الأذربيجاني و نزاع قراباغ الجبلية بطرق سلمية
و يمكن للمرء أن يستذكر القرار الذى أتخذته الجمعية البرلمانية للمجلس الأوروبي مؤخرا بسبب نزاع قراباغ الجبلية و الذي سمي ارمينيا دولة " عدوانية " و أرمن قراباغ الجبلية " انفصاليين " .
و بمناسبة كل ماذكر أعلاه فان جميع شعوب العالم مدعوة الى ايقاف العدوان الارمني على أذربيجان و مواصلة الجهود لحل نزاع قراباغ الجبلية بطرق سلمية و على اساس قواعد القانون الدولي.