- أهم قضية إسلامية هي فلسطين ومواجهة الصهاينة
- نرفض النماذج المستوردة للتنمية الاقتصادية
- المسلمون يواجهون تحديات عديدة
- فلسطين أهم قضية إسلامية
المجالس العدد الرابع عشر شتاء 2014
أكد معالي رئيس مجلس الشورى الإسلامي بالجمهورية الإسلامية الإيرانية الدكتور علي لاريجاني أن أهم قضية في العالم الإسلامي هي فلسطين ومواجهة النظام الصهيوني. و أعرب معاليه عن اعتقاده بأن المسلمين يواجهون تحديات شتى في مختلف المجالات السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية وأشار معاليه في المقابلة التي أجرتها معه مجلة «المجالس» الفصلية إلى أن «التعاون الإسلامي» من القيم الإسلامية النبيلة التي يحض عليها القرآن الكريم.
وتناول معاليه في هذه المقابلة مفهوم الدبلوماسية البرلمانية، والدور الذي تؤديه البرلمانات في الحياة المعاصرة، والتنمية الاقتصادية ومواجهة الكوارث الطبيعية، وظاهرة الإسلاموفوبيا، والعلاقات الثقافية والسياسية مع البلدان الغربية.
فالى مضابط الحديث:
"المجالس": كيف تقومون أداء اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي لدفع عملية العمل البرلماني الإسلامي المشترك إلى الأمام ؟
د. لاريجاني: من ناحية عامة أداء الاتحاد إيجابي. وأود أن أشير إلى أنه قبل قيام الاتحاد لم يكن للبرلمانات الإسلامية إتصال تنظيمي مستمر. الآن في ظل هذا الاتحاد يوجد الاتصال، وهو يعمل بطريقة جيدة جداً، وأرى أن من أكثر الإنجازات الإيجابية للاتحاد هو عقد اجتماعات منتظمة ولم يحدث أن تعثرت بتاتاً، ومن شأن هذه الاجتماعات إتاحة الفرصة المواتية لتحقيق لقاءات جماعية وثنائية على مستوى رؤساء البرلمانات والوفود البرلمانية.
إن أهم قضية في العالم الإسلامي هي فلسطين والمواجهة مع النظام الصهيوني، وفي هذا الصدد اتخذ الاتحاد خطوات جيدة تمثلت في عقد مؤتمرات استثنائية على مستوى رؤساء البرلمانات وصدرت عنها قرارات مهمة.
واعتقد أن هذا الاتحاد يوفر كثيراً من الفرص للعمل الجماعي الإسلامي في المستقبل والتي ينبغي الاستفادة منها.
«المجالس»: يواجه العالم الإسلامي العديد من التحديات في شتى المجالات، فما هي في رأي معاليكم أبرز التحديات الماثلة وكيف يمكن للمسلمين مواجهتها والتصدي لها ؟
د. لاريجاني: نعم نحن – المسلمين – نواجه تحديات عدة في المجالات السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية:
أولاً – في المجال الاقتصادي: يواجه المسلمون مسألة «النماذج الوطنية» لتحقيق التنمية، إذ لايمكن استخدام النماذج المستوردة في هذا الصعيد لأنها لاتأخذ في الاعتبار الخصوصيات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لبلدانها، ومن التحديات المرتبطة بهذا المجال هناك إزالة الفقر ومحاربة الفساد.
ثانياً في المجال الثقافي – الاجتماعي: تواجهنا ظاهرة الإسلاموفوبيا والمحاولات الرامية لنشر صورة غير واقعية للإسلام، وهنا أؤكد ضرورة أن تتضافر جهود المسلمين لمناهضة الأعمال السلبية التي يقوم بها بعض المسلمين والتي تعطي صورة سيئة عن الإسلام للعالم الخارجي.
إن بلورة أفكارنا في المجال الثقافي يجب أن تعكس إلتزاماً كاملاً بالقيم والمبادئ الإسلامية النبيلة إلى جانب التفاعل الواعي مع مجريات الأحداث في العالم ولكن من المنظور الإسلامي والإنساني.
ثالثاً: إن أهم تحد يواجهنا في المجال السياسي هو أن تظل قضية فلسطين محور اهتمامنا وعملنا ولانغفل عنها أبداً إلى أن تتحقق التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني وفي هذا السياق فإن لبرلمانات البلدان الإسلامية ولاتحاد المجالس دوراً خاصاً ينبغي الاضطلاع به.
«المجالس»: في تقديركم ماهي الاستراتيجيات التي يجب أن يستند إليها التعاون الاقتصادي بين الأعضاء ؟
د. لاريجاني: إن « التعاون الإسلامي « مفهوم إسلامي نبيل يحضنا عليه ديننا الحنيف الذي أمرنا بالتعاون على البر والتقوى، وأن لانتعاون على الاثم والعدوان.
يمكن للاتحاد عقد اجتماعات اقتصادية لها جداول أعمال خاصة ثم يقوم الاتحاد بإحالة مخرجات هذه الاجتماعات للبرلمانات لدراستها وسن التشريعات الملائمة بشأنها.
وكما ذكرت سابقاً فإن من بين التحديات المهمة التي تواجه العالم الإسلامي الفقر والتخلف وفساد الجهاز البيروقراطي. وفي هذا الصدد فإن بعض برلمانات الدول الإسلامية قد قامت بخطوات جيدة لمواجهة هذه التحديات. ويمكن أن تستفيد من هذه التجربة برلمانات إسلامية أخرى إنطلاقاً من التشابه النسبي بين المجتمعات الإسلامية.
وفيما يتعلق بالكوارث الطبيعية التي لها إنعكاسات على التنمية الاقتصادية من بين تأثيرات أخرى، فإن على البلدان الإسلامية أن تخصص بنوداً في ميزانياتها لهذا الغرض. وفي حالة عدم الحاجة لصرف هذه الأموال يمكن تحويلها لميزانية العام القادم.
«المجالس»: ماهي أهمية الدبلوماسية البرلمانية، وماهو الدور المنوط بالبرلمانات عموماً ؟
د. لاريجاني: صارت الدبلوماسية البرلمانية مسألة مهمة في العلاقات الدولية في عالمنا المعاصر، وهي تقوم بدور كامل مع الجوانب الأخرى من الدبلوماسية.
أما البرلمانات فإنها تمثل شعوبها وترتبط بها ارتباطاً وثيقاً. ونواب البرلمان أدرى بأفكار وتطلعات من يمثلون، ومن ناحية أخرى فإن للبرلمانات ارتباطاً قانونياً قوياً بالأجهزة التنفيذية للدولة، وتقوم بسن التشريعات ومراقبة الأداء الحكومي ومحاسبة المسؤولين في الحكومة، وللبرلمانات الأدوات التي تمكنها من إيصال آراء وآمال الشعوب للحكومات، وتدفعها لوضعها في الاعتبار عند صياغة السياسات التنفيذية في البلاد.
ومن هنا ينبع بعد آخر من أبعاد أهمية البرلمانات لأن التواصل فيما بينها يعني التواصل بين الشعوب المختلفة، ويمكن للاتحاد أن يلعب دوراً في هذا الخصوص وذلك بتشكيل مجموعات عمل متخصصة تتكون من أعضاء البرلمانات الأعضاء للاتصال في مختلف المجالات.
«المجالس»:ماهي رؤيتكم لظاهرة الإسلاموفوبيا ؟
د. لاريجاني: جاءت الإسلاموفوبيا نتاجاً لكراهية الإسلام من بعض الجماعات في العالم الغربي التي اعتقدت أن مصالحها تتناقض مع مصالح المجتمعات الإسلامية، ولهذا فإن هذه الجماعات تنتهز كل فرصة لتنفيذ مخططاتها ضد الإسلام والمسلمين، ويجب علينا أن نقوم بتحركات ثقافية واسعة النطاق للقضاء على التطرف في بلداننا لأن أعمال المتعصبين في هذه البلدان توفر الذرائع للجهات المعادية لتمارس كراهيتها للإسلام والمسلمين.
ومن ناحية أخرى يمكن في نفس الوقت تعزيز العلاقات الثقافية والسياسية مع البلدان الغربية وإيضاح الحقائق لمواطنيها والقضاء على الممارسات التي يقوم بها المتطرفون، ويمكن لاتحاد المجالس – على سبيل المثال – عقد مؤتمرات مشتركة تضم العلماء المنصفين في الغرب والعلماء في العالم الإسلامي، بهدف خلق بيئة إيجابية من التعاون والتضامن بين جميع البشر سعياً لتحقيق السلام المستدام والعدالة في العالم.
«المجالس»:ماهو تقييكم لعلمية تنفيذ القرارات والتوصيات التي تصدر عن أجهزة الاتحاد ؟
د. لاريجاني: عند العمل على اعتماد القرارات والمقررات يجب على أعضاء الاتحاد عامة وامانته العامة أن يولوا اهتماماً بإمكانية تنفيذ القرارات والمقررات. ومن ناحية عامة فإن عمل الفريق وتنفيذ مقرراته يعتبر أمراً صعباً في جميع أرجاء العالم. ولكن ماهو أهم من تنفيذ القرارات يتمثل في خلق جو من الوئام بين المسلمين يؤدي لتسهيل عملية تنفيذ القرارات والمقررات ومن المفيد متابعة تنفيذ القرارات، وإعلان النتائج أمام المشاركين في كل اجتماع، ومن الجدير بالذكر أن يدرك الأعضاء قدراتهم على تنفيذ قراراتهم.